الخميس 28 نوفمبر 2024

شغفها عشقاً الفصل الثالث عشر

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

قالتها و غادرت خالية الوفاض، تاركة الأخرى في بحر من الأحزان. 

تجبرنا الحياة على خوض معارك نحن الطرف الأضعف فيها و علينا الصمود حتى الرمق الأخير، فكيف لنا أن نحارب في معړكة خاسرة مجهولة النتائج! 
مرت أيام معدودة و تم زواج جاسر و أمنية في حفل عائلي، فكلا والديها رافضين هذه الزيجة التي ستأتي من خلفها الخلافات و المصائب كما أخبرتها والدتها، لكن كان إصرار ابنتها عجيباً و كأنها تريد خوض معړكة تريد أن تنتصر فيها بشتي الطرق. 

كانت مريم حينذاك تتصفح حسابها علي تطبيق التواصل الاجتماعي، وقع أمامها اقتراح إرسال لطلب الصداقة، خفق قلبها حينما رأت الاسم بالإنجليزية و صورته داخل الشركة التي رأت إعلان لها من قبل، أخذت تتصفح حسابه و علمت إنه شريك مالك لهذه الشركة، ضغطت علي اسم الشركة و كان أزرق اللون فانفتحت الصفحة الخاصة بالشركة، في الأعلى خريطة للموقع الجغرافي و أسفله تفاصيل و العنوان، التقطت علي الفور صورة للصفحة و الجزء الخاص بالعنوان. 
وصل إلي سمعها صوت زغاريد يدوي صداها في الخارج، هذا الصوت بغريب عنها تعلمه جيداً، اسرعت إلي باب الشقة و قامت بفتحه لتجد جاسر يرتدي حُلة سوداء و تمسك بساعده ابنة خالها التي ترتدي ثوب زفاف أبيض، حدقت إليها الأخرى بنظرة لإغاظتها و قالت: 
"معلش بقي يا مريم نسينا نعزمك علي فرحي أنا و جاسر، أصل مفيش واحدة عاقلة هترضي تحضر فرح جوزها" 
لم تشعر مريم بأي مشاعر سلبية نحو ابنة خالها بل أسعدها أنها تزوجت من الرجل الذي أحبته وتمنت أن تكون زوجة له، فابتسمت و قالت لها نقيض ما كانت تتوقعه الأخرى: 
"ألف مبروك يا أمنية، أنا فرحت لك أوي" 
جز جاسر على أسنانه بڠيظ من ردة فعل مريم و التي تبدو إنها سعيدة بزواجه، عقبت هويدا بعدما تنفست الصعداء خوفاً أن تنشب معړكة بين ابنتها و بين الأخرى: 
"الله يبارك فيكِ يا حبيبتي، طول عمرك عاقلة ماشاء الله عليكِ" 
نظرت مريم إليها و قالت: 
"تسلمي يا مرات خالي، يعلم ربنا إن أنا بعتبر أمنية زي أختي و أكتر، و النهاردة فرحت لها أوي"
حدقت جاسر و مازالت تبتسم قائلة بتمني: "عقبال يا جاسر لما نتطلق" 
اقسمت إنها تري نيران من الچحيم تندلع داخل عينيه، و قبل أن يقترف فعل أحمق معها أمام زوجة خالها و ابنتها قالت: 


"عن إذنكم هاروح أنام، تصبحوا علي خير" 
و أغلقت الباب قبل أن يفتك بها زوجها أمامهم، فصب غضبه علي والدة أمنية قائلاً: 
"مش زغرطي يا حماتي و وصلتي بنتك لحد باب الشقة يلا بقي أنزلي لعم عرفة تحت هتلاقيه بينادي عليكِ" 
حدقته بامتعاض و قالت: 
"مقبولة منك يا بني، أهم حاجة عايزاك تاخد بالك من بنتي" 

صاح الأخر بنفاذ صبر: 
"ما أنا واخد بالي منها اهو ليه محسساني إن هاكلها، يلا بقي أتكلي علي الله" 
لكزته أمنية وأخبرته بنهي: 
"اتكلم مع أمي عدل يا جاسر" 
تسحبت والدتها و هبطت علي الدرج، بينما جاسر لم يتحمل أكثر من ذلك فقبض علي عضد أمنية و دفعها أمامه: 
"قدامي يا عروسة، و أنا هوريكِ هاتكلم إزاي" 
و بعد قليل... 
كانت نافذة غرفة النوم التي تتمدد فيها مريم مقابل نافذة غرفة النوم داخل الشقة المقابلة، دوي صوت صـ،ـرخة ابنة خالها و اتبعه صوت جاسر يوبخها: 
"اكتمي صوتك ده خالص" 
أدركت ما يفعله معها فوضعت الوسادة علي رأسها، لا تريد سماع أي شيء أخر، تذكرت ما

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات