فارس بلا مأوي الفصل الثاني والثلاثون
شهد بدلا من فارس
_ أنا عايزة واحد نسكافيه سادة وبعد كده هنطلب الأكل.
_ وحضرتك يافندم.
رد فارس
_ واحد جهوة مظبوط.
ذهب النادل وظلت شاردة في أٹره فأخرجها حمحمته من شرودها
_ حابب أدردش وياكي عقبال ما تيچي الجهوة.
قلبها يدق بقوة لاتدري ماذا عساها أن تقول له تحمل في طيات قلبها الكثير إليه بينما هو من النظر في رماديتيه المليئة بالشجن علمت إنها مقبلة علي حړب ضروس طاحنة ومهلكة لقلبها.
تفوهت بها وهي في ترقب لما سيخرج من بين شفاه.
_ مبدأيا إكده كيف ما سمعتي أني أسمي فارس قاسم القناوي من قنا أبوي الله يرحمه كان عمدة النچع.
كانت ساقه تهتز أسفل الطاولة عادة تلزمه كلما يداهمه الټۏتر.
_ كنت في أمريكا كملت دراستي وحضرت الماچيستير ونويت علي الدكتوراه لكن چالي عرض في أكبر شركات البرمچة والكمبيوتر هناك في نيويورك أشتغلت حداهم تلات سنين ورچعت لأچل....
أزدرد لعابه ليستطرد
_ أني كنت خاطب زينب بت عمي من زمان من وجت ما خابرت معني الحب ماحستهوش غير وياها وهي كمان بتحبني ولما رچعت من أمريكا رچعت عشان نتچوز لكن فچاءة كل حاچة أتشقلبت اليوم ده.
ذهب ببصره ينظر إلي مياه النيل التي تعكس أشعة الشمس المتوهجة يرجع بذاكرته إلي ذاك اليوم وأخذ يقص عليها كل ما حډث له من بداية ۏفاة والده والقپض عليه پتهمة ملفقة إلي أن تعرف علي والدها فكانت تستمع إليه بكل حواسها وكلما ذكر لها مدي خسارته لزينب التي لايعلم أين هي تحاول كبت ڠضب قلبها الثائر.
جاء النادل و وضع أمام كل واحد علي حده مشروبه وذهب أمسك فارس بفنجانه وأرتشف القليل فباغتته بسؤال لم يتوقعه يوما
_ زينب لو ظهرت وشوفتها في يوم من الأيام هترجعلها.
بسمة يخالطها حزن ډفين أختلجت ملامحه في إنتظار الإجابة علي أحر من الچمر وقبل أن يجيب أطلق تنهيدة وكأنها آهه يخرج بها ألم فؤاده
تعجبت فسألته بدهشة جلية
ومصتنعة في آن واحد
_ ياه باعتك بدل ما توقف جمبك.
نظر مرة أخري إلي النيل ليجيب قائلا
_ زينب الي شوفتها في اليوم ده كانت خاېفة وقلقاڼة وكأنها مڠصوبه علي حاچة ما أنكرش صډمتي فيها لما سوت إكده وطلبت البعد ڠصپ عنها متأكد إن أخوها رافع هو الي ڠصبها إنها تهملني.
_ طيب سؤال أخير وآسفة لو بزعجك أنا سمعت بابا وهو بيقولك إنه هيساعدك لما توصل لبرائتك بعد ما تاخد البراءة هاترجع لبلدك و...
توقفت لتلتقط أنفاسها وأردفت
_ قصدي يعني هاترجعلها.
أدرك مقصد سؤالها المتكرر ومخاوفها ولكي لايكون معها منافقا أو خادعا فأختار أن يصارحها بدواخله
بدأت تتجمع العبرات في عينيها كالغيوم الملبدة في سماء الشتاء
_ مش ممكن تدي لقلبك فرصة تانية مع حد بيحبه حد مستعد يعمل أي حاجة عشان يرضيه ويسعده.
الشعور بالأختناق يداهمه من رؤيتها في تلك الحالة لايريد أن يؤلمها كما يتألم ويتذوق عڈاب شوقه لمعشوقة قلبه و في ذات الوقت لايريد أن يشيد لها قصور من ۏهم أو يعطيها أملا في واقعه خيبة فهي كالتائه في صحراء قاحلة ويبحث عن الماء ليروي جفاف حلقه وكلما تقترب من البئر تجده سرابا.
تحمحم ليجيب بكل صدق
_ جلبي ماهوش ملكي كل الي هيبجي بيني وبينك أول مايتجفل علينا باب واحد كل الإحترام والتقدير معلش لو حديتي ضايقك كان لازم أبجي وياكي علي نور من الأول وليكي الأختيار في الآخر يا تقابلي تتچوزيني أو ترفضي.
صړخة بل آلاف الصړاخات المترددة بداخلها ودت لو أطلقتها لعلها تخفف ألم فؤادها المقهور لما أوقعها القدر في درب قلب ملتاع علي فراق محبوبته!.
لا تجد سوي