السبت 23 نوفمبر 2024

بقلم شيماء يوسف الجزء الثاني

انت في الصفحة 6 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز


فعلا !! فى صفر فى الورق زياده عن هنا ..
اجابته حياة وهى تعقد ذراعيها معا قائله بعدم فهم
وهو ده بالظبط اللى انا طبعته وراجعت عليه قبل ما اسلمهولك بنفسى ..
نظر فريد نحوها مطولا عاقدا حاجبيه معا بتركيز قبل ان يتمتم بخفوت
طب تعالى معايا ..
سألته حياة وهو يسحبها خلفه نحو الخارج
اجى معاك فين !!.. 
اجابها فريد وهو يغمز لها بخبث

تعالى نعرف مين اللى لعب فى ملف حياتى ..
أصدرت همهمه سعيده تدل على موافقتها وهى تسير خلفه بأبتسامه عريضه حتى وصلا إلى غرفه مكتبه مره اخرى استدار فريد يقف خلف مكتبه وهو لازال يسحبها وراءه ثم قام بفتح الشاشه الاخرى والموضوعه بجانب كمبيوتره المحمول والتى تسائلت حياة كثيرا عن سبب وجودها هنا دون اجابه ترضى فضولها ثم قال بنبره تحمل الكثير من التوعد
دلوقتى هنقدر نشوف مين اللى بيلعب من ورايا ..
سألته حياة بعدم فهم
هنشوف ازاى مش فاهمه !!.
اجابها فريد مفسرا
من كاميرة
المراقبه بتاعه الممرات ..
قاطعته حياة معترضه
بس النور كان قاطع واكيد اللى عمل كده استغل الوقت ده عشان يتحرك براحته ..
سألها فريد بعبوس
وايه علاقه ده بالكاميرا !!!!
اجابته حياة بأستنكار
فريد !! انتى هتجننى ما اكيد الكاميرات فى الوقت ده مش هتسجل ..
اجابها فريد بثقه
ولو سجلت تدفعى كام !!..
رفعت احدى حاجبيها متفاجئه وهى تغمغم بتوجس
مش عارفه .. يعنى لو حد تانى كنت اتحديته بقلب .. بس انت بالذات لا ..
اجابها فريد وهو يتحرك فى اتجاهها حتى اصبح امامها هامسا بشغف
طب ما تقولى انك بتثقى فيا وفى كلامى اسهل من كل ده !!..
أبعدت وجهها قليلا عنه قبل ان تغمغم بخجل
فرييييد .. عشان خاطرى فهمنى فى ايه فى دماغك !!..
اجابها وهو يتلمس وجنتها بأنامله
ولا حاجه .. بس كاميرات المراقبه بتاعه الممرات بالذات وأوضه مكتبى بتشتغل بالبطارية ملهاش علاقه بالتيار الكهربى .. وده سر محدش يعرفه غير الفنى
اللى ركبها وانا ..
صمت لبرهه قبل ان يضيف بحب
وانتى ..
نظرت له مطولا قبل ان تجيبه بشغف
يعنى انت برضه .. 
بلعت لعابها بصعوبه قبل ان تضيف بتعلثم
احم قصدى واحد .. لا يعنى قصدى اننا فى نفس الصف .. يعنى كأنك مقلتش حاجه ..
هز رأسه لها متفهما وقد ظهرت على ثغره ابتسامه عابثه قبل ان يعود للشاشه مره اخرى ويقوم بتفريغ ذاكره الكاميرا وينتظر بترقب حدوث اى شئ غير طبيعى وبعد دخول حياة لمكتبه بعده دقائق ظهرت نجوى تسير بأتجاه غرفه حياة حامله بيدها رزمه من الاوراق ثم الټفت حولها بقلق يمينا ويسارا قبل ان تدلف لداخل الغرفه وتخرج بعد حوالى عشر دقائق ولازالت بيدها رزمه الاوراق قبل ان تتجهه نحو سلم الطوارئ بأخر الممر لتستقله شهقت حياة پصدمه واضعه كفها فوق فمها قبل ان تساله بعدم تصديق
فريد !!! هى دى !!!..
اجاب فريد على تساؤلها بنبره جامده
ايوه هى نجوى ..
اردفت حياة تسأله بذهول
يعنى هى اللى عملت كل ده !!! معقول تكون اتعمدت تقطع النور ..
انتفض فريد من مقعده وقد بدءت علامات الڠضب تظهر صريحه فوق ملامحه وهو يغمغم بصوت خفيض يحمل الكثير من الإصرار
دلوقتى هفهم ..
التقط سماعه هاتفه طالبا
من ايمان بنبره جامده إرسال عامل الصيانه إلى غرفته فى الحال
ظل فريد طوال الدقائق التاليه يذرع الغرفه ذهابا وايابا مطرقا رأسه لأسفل بهدوء شديد كانت تعلم حياة جيدا انه مصطنع فدائما ومنذ الصغر كان يتقبل جميع الامور برويه دون إصدار اى رد فعل متهور اما الان ورغم محافظته على هدوئه الخارجى الا انها باتت تعلم ان خلف ذلك القناع البارد نيران مستعره يحاول جيدا السيطره عليها لا تظهر الا من خلال نظرات عينيه عاد فريد مره اخرى يقف خلف مكتبه ويتابع بشرود وجسد متصلب حركه السير امامه وبعد عده لحظات كان العامل والذى لم يكن يتجاوز الخامسه والثلاثين بعد يقف فى منتصف الغرفه بعدما سمح له فريد بالدخول
ظل فريد على وقفته يوليه ظهره لعده لحظات قبل ان يستدير وينظر نحوه بعدة نظرات خاليه يتخللها صمت متعمد من جهته وترقب شديد من الجهه الاخرى اما عن حياة فكانت تراقب كل ذلك الوضع ولم تملك الا الإشفاق على ذلك الرجل والذى اذا ثبث تورطه لن ينجو من براثنه بسهوله قطع فريد اخيرا الصمت قائلا بهدوء شديد
فكرنى بأسمك كده تانى عشان نسيت !!..
اجابه الرجل بثبات يحسد عليه
مؤمن يا باشا ..
مط فريد شفتيه معا وهو يهز رأسه بترو شديدا ومضيفا بأستفهام
حلو اسم مؤمن ده .. طب قولى يا مؤمن استلمت ورديتك النهارده الساعه كام !..
اجابه الرجل بنبره حاول قدر الامكان اخراجها مستقره
الساعه ٧ الصبح با باشا .. 
أردف فريد يسأله بنبره جافه
كان فى حد معاك من زمايلك ولا انت لوحدك !..
اجابه العامل وقد بدءت علامات القلق تظهر بوضوح على قسماته
لا يا فندم .. دى دوريتى لوحدى من ٧ل ..
هز فريد رأسه عده مرات موافقا ببطء شديد وهو يتقدم عده خطوات فى اتجاه العامل الذى ابتلع ريقه بصعوبه سائلا فريد بقلق وهو يراه يتقدم نحوه بهدوء
هو فى حاجه يا باشا ..
اجابه فريد بثبات ونبره خاليه وهو يدس كفيه بداخل جيوب بنطاله
لا مفيش .. 
صمتت فريد قليلا وأطرق رأسه للأسفل بتفكير ثم سأله مستفسرا بجديه شديده وهو يرفع نظره نحوه
الا قولى يا مؤمن .. عندك ولاد !..
رمقه العامل بنظرات متشككه قبل ان يجيبه بتوجس
اه يا باشا عندى ٣ ..
أردف فريد يسأله ببرود
قاټل وهو يرمقه نظرات متفحصه وهو لازال يتحرك حوله
وعلى كده بتحبهم ومستعد تعمل اى حاجه عشانهم !..
اجابه العامل بأندفاع قائلا
ايوه يا باشا اكيد ..
توقف فريد عن التحرك ورفع نظره فجاة وهو يبتسم پشراسه ويقول بنبره بارده
وعشان كده قطعت النور النهارده متعمد !.. 
نظر العامل نحوه بهلع ثم قال بتعلثم شديد بعدما ازدرد لعابه بقوه
انا معملتش حاجه يا باشا هو اللى ق... 
هدر به فريد بعصبيه شديده وهو يلوح له بكفه محذرا
كداااااب .. كمل كدبك وشوف نهايتك لما اكتشف كل حاجه بنفسى ..
صمت لبرهه ثم اضاف بنبره شبهه محتده
او زى الشاطر كده تحكيلى الست نجوى اتفقت معاك على ايه ساعتها عيالك مش هيضرروا ..
انحنى العامل بجزعه يلتقط كف فريد ويتشبث بها بتوسل قائلا بړعب شديد
ابوس ايديك يا باشا انا مليش ذنب هحكى لحضرتك كل حاجه .. 
تأمله فريد مطولا ثم أردف بنبره جامده وهو يتحرك نحو مقعده ليجلس فوقه قائلا بترقب شديد
قول وانا سامعك ..
اندفع العامل يجلس امامه بلهفه مسترسلا بفزع حقيقى
امبارح بليل بعد ما الموظفين كلهم اتحركوا كان ميعاد مناوبتى بليل لحد الساعه ٩ .. لقيت نجوى هانم ندخت عليا وطلبت منى ان وقت ما تكلمنى افصل النور من التابلوه العمومى لحد ما هى تدينى امر تانى ولو حد سألنى اقوله ان حصل مشكله والزار العمومى فصل لوحده وشويه وهحلها .. وانا يا باشا نفذت من غير اسئله وفعلا بعد عشر دقايق لقيتها قدامى بتشاورلى انى ارجع كل حاجه زى ما كانت تانى ..
صمت الحارس ليبتلع ريقه بتوتر ثم اضاف بصدق شديد
وحياة عيالى هو ده اللى حصل وهددتنى كمان ان لو اى حد عرف حاجه عن طلبها ده والدها هيطردنى من الشغل وهترمى فى الشارع ومحدش هيصدقنى وهتبقى كلمتى قصاد كلمتها ..
أستمع فريد لكلمات العامل بهدوء عجيب رغم ڠضب نظراته وبعد انتهاءه عم الصمت المثقل المكان ولم يعقب لذلك اندفع العامل البسيط يسأله بتوسل
صدقتنى يا باشا ! .. والله هو ده اللى حصل ومستعد احلف على مصحف كمان .. حتى لو حضرتك ناويه تعاقب حد عاقبنى انا بلاش العيال ملهمش ذنب ..
انتفضت حياة من مقعدها مندفعه فى اتجاه فريد وقد لامس صدق الحارس قلبها حتى توقفت امامه ثم رمقته بنظره مرتابه وهى تهتف اسمه بتوسل
فريد !!! ..
نظر نحوها بنظره خاليه ثم عاود بنظره نحو العامل قائلا بهدوء شديد
هصدقك بس شرط ..
هز الرجل رأسه موافقا بلهفه شديده فأردف فريد قائلا بغموض
تستمر معاها لو طلبت منك اى حاجه تاني وتجاربها فيه وفى المقابل
تيجى تقولى لحظتها ..
أردف فريد وقد تبدلت نبرته لټهديد شديد
وأوعى تفكر ان فى حاجه بتستخبى عليا فاهم !!!..
نطق جملته الاخيره بصوت محتد جعل العامل ينتفض داخل مقعده وهو يجيب پذعر
حاضر يا باشا اللى تشوفه هعمله ولو خالفت كلامك اقطع رقبتى حتى مش هعترض ..
اومأ فريد له برأسه ايماءه خفيفه قبل ان يشير له بعينه بالانصراف انتظرت حياة حتى خروج العامل ثم اندفعت تسأله بجديه شديده وهى تعقد ذراعيها معا بوضع التأهب الذى بات يحفظه عن ظهر قلب
هتعمل ايه دلوقتى !..
اجابه فريد ببرود شديد وهو يعتدل فى جلسته
ولا حاجه .. 
سألته حياة متشدقه پحده
يعنى ايه مش هتعمل حاجه دى !!!! ..
تحرك فريد يقف قبالتها وهو يمد ذراعه ليجذبها نحوه قائلا بهدوء استفزها
زى ما سمعتى دلوقتى مش هعمل حاجه ..
ضاقت عيني حياة فوقه ثم سألته مستنكره وهى تضغط على شفتيها بأمتعاض شديد
يعنى انت عايز تقولى
انك هتسيب الست هانم دى ترتب كل ده وتدخل مكتبى تلعب فى اوراقى عشان توقعنى فى غلط وانت مش ناوى تعمل حاجه !!!..
هز فريد رأسه موافقا دون تعقيب مما اثار حفيظتها اكثر فأندفعت تضيف پغضب شديد وهى تعود بجسدها عده خطوات للخلف
انت بتهزر ولا بتتكلم جد ولا بتعمل كده عشان ټحرق دمى !!! ..
التوى فم فريد بأبتسامه جانبيه وهو يميل بجذعه نحوها ليجذبها نحوه مره اخرى فسارعت هى تضيف بحنق وهى تدفع يده پحده شديده من فوقها
فريد متضحكش ومتستفزنيش !! ..
حركت رأسها بضيق يمينا ويسارا وهى تضيف بنبره مخټنقه من شده الانفعال
طبعا حضرتك هتعمل كده عشان خاطرها !!.. بس العامل الغلبان ده هو اللى يتعاقب ويتهدد عشان غلط لكن الست هانم بتاعتك تغلط عادى ماهى بتعرف تقول حبيبى حلو !! 
هتف فريد بها بنبره شبه محتده مخذرا
حياااااااة !! ..
دفعته بقوه بكلتا يديها وهى ترمقه بنظرات محتقنه قائله بصوت مخټنق
متقولش حياة عشان حياة مش پتخاف منك على فكره وخصوصا وانت مش واقف معاها وعشان مين !! عشان واحده تانيه ..
انهت جملتها وهى ترمقه بنظره انكسار واضحه ثم اندفعت نحو الخارج لتختفى داخل مكتبها 
زفر فريد بضيق شديد وهو يمسح وجهه بباطن كفه بأنهاك قبل ان يتمتم بتوعد صريح
ماشى يا نجوى ال خلى حسابك يتقل كمان ..
عاد فريد وحياة فى المساء إلى المنزل وسط ڠضب شديد من ناحيتها وعدم اهتمام واضح من ناحيته تناولت معاه وجبه العشاء بحنق شديد فقد تعمدت خلال الطعام التعامل پحده مع أدوات المائده مصدره فى كل مره ضوضاء عاليه كتعبير عن ڠضبها منه اما عن
 

انت في الصفحة 6 من 49 صفحات