حكاية منة الفصل الثامن إلي الأخير
منين انها هدية محمد هو قالك
قاللي ايه يا بنتي ده دوخني معاه و لففني القاهرة كلها عشان أجيب الحرف ده..
ابتسمت منة ولكنها بداخلها حزينة على حبه لها فهو بلا أمل..
فهذا هو الحب يشبه الكيمياء العضوية معقد هو يعشقك وأنت تذوب في عشق الآخر و الآخر لا يبالي أساسا بوجودك !!
واستمر حديثهم لساعات حتى شقشق النهار و غردت الطيور.......
الفصل العاشر
استيقظ سامح من نومه أو أنه لم يستطع النوم لا يعلم كيف سيواجه والده بالحقيقة وكيف سينظر في وجه منة بعد كل هذا الظلم الواقع عليها منه...خرج سامح من غرفته غير مقبل على الذهاب إلى عمله ليجد توفيق يجلس في الشرفة يرتشف من فنجان شاي بيده أقبل عليه وجلس أمامه..
_صباح الخير يا بابا..
_صباح النور يا سامح هتجيب منة امتي
اتبع توفيق بإبتسامة بيني و بينك البيت من غيرها كئيب..
ابتسم سامح بحزن لاحظه والده..
_مالك يا ابني في حاجة مضايقاك وبعدين مش عوايدك متروحش الشغل يعني
_عادي يا بابا ماليش مزاج..
_يبقى في حاجة..
شرد سامح و كأنه يبحث عن مدخل ليفتح به موضوعه بابا أنا عارف انك مؤمن بقضاء ربنا ...
_لا يا بابا مفيش حاجة اطمن..
_أمال ايه يا ابني قلقتني..
تحدث سامح ببطء مصطفي كلمني امبارح و عرفنا معلومات عن الرجل..
تمتم توفيق بشغف والله ها وعرفتوا إيه
سرد سامح عليه ما عرفه عن ذلك الموضوع فدمعت عيني توفيق فور سماعه ..
فأتبع سامح ماتزعلش نفسك يا بابا أنا عارف إنك تعبت في الفلوس دي أوي و سامحني كان نفسي أقدر أرجعهالك..
عقد سامح حاجبيه أمال الدموع اللي في عنيك دي ليه
ازدادت دموعه وهو يقول حزين اني ظلمت حمدي كان لازم أتأكد الأول قبل ما أصدق عليه الكلام ده يعني هو ماټ بحسرته وأنا مۏته في قلبي بظلمي ليه..
_هي عرفت حاجة
_لاالمفروض كنت أروحلها بس مش هقدر أبص في وشها و أواجهها بالحقيقة ..
_منة طيبة ياسامح وبتحبك و هتسامحك..
_المشكلةفيا أنا يا بابا..
_هتنسى يا ابني صدقني الأيام بتنسي..
وعلى آذان المغرب وبعد رحيل نهلة جلست الأختان معا تتحدثان..
اردفت منةهالة أناهسحب فلوسي اللي في البنك كلها و أديها لأونكل توفيق هي طبعا ماتجيش حاجة جمب المبلغ اللي قالوا عليه بس أهو نسد حاجة حاجة كدةوانتي براحتك عايزة تسحبيه كله أو جزء منه انتي حرة..
تعصبت هالةوهتفت انتي اتهبلتي يا منةانتي مصدقة على بابا كدة
هتفت منة مندفعةبالله عليكي وطي صوتك ماما تسمعنا أنا والله ما مصدقة خالص بس هنعمل ايه
نعمل ايهنصبر يا منة ونشوف الرجل الله يسامحه ده اللي قال كده على بابا ونتأكد قبل ما نعمل أي حاجة..
_ماشي ويارب يظهر الحق أنا مش متخيلة ان بابا يعمل كدة أبدا..
هدأت هالة قليلا واتبعت يارب..
وغيرت منة الحوارمش عارفة سامح مجاش ليه ولا اتصل حتى..
طيب ما تكلميه انتي..
أجرت منة اتصالها به لعدة مرات ولكن دون إجابة..
_غريبة مابيردش..
_يمكن نايم ولا مش سامعه..
_مش عارفةأنا هقوم أروح أنا وخلاص..
_ماتصبري يا بنتيمستعجلة على ايه
_لا يا ستي هروح زمانهم ماكلوش حاجة كمان..
اردفت هالة بمرحيا عيني عالحلو لما تبهدله الأيام..
ضحكت منة بس يا لمضة يلا باي و نتقابل في الجامعة ان شاء الله..
_ربنا يستر النهاردة مايكونوش خدوا حاجات مهمة..
_ابقي شوفي حد من صحباتك و خديهم منهميلا سلام..
_ويا مكتر صحباتي بصراحةسلام..
ودعت منة هالة و والدتها و ذهبت إلى المنزل و تفاجئت بسامح يفتح لها الباب...
_السلام عليكم..
رد سامح و توفيق السلام...
_رنيت عليك كتير لقيتك ماردتش قلت آجي أنا..
اتبع سامح وهو متجنب النظر لها معلش ماسمعتوش..
وتركهم و ذهب نحو غرفته...
نظرت منة الى توفيق وسألته هو سامح ماله يا أونكل
_اقعدي واسمعيني كويس يا منة..
خفق قلبها بشدة من القلقخير يا أونكل في ايه
بللت الدموع جفونه مرة أخرى أنا بتأسفلك يا بنتي..
عقدت منة حاجببها العفو يا أونكل على ايه بس
اردف توفيق بنظرة منكسرة أنا ظلمت حمدي يا بنتيعرفنا كل حاجة خلاصاحنا الإتنين اتنصب علينا...
اختلطت دموعها بضحكاتها وظلت تقفز من فرحتها وتصفق بجد يا أونكل الحمدلله يارب الحمدلله أنا كنت متأكدة والله بابا عمره مايعمل حاجة زي كدة ده ماكنش بيقبل قرش حرام علينا..
يعني سامحتينا يا بنتي..
جلست منة بجوارهفي الأول كنت زعلانة وبعدين عذرتكوا ودلوقتي مسامحاكوا طبعا ده ربنا سبحانه وتعالى غفور رحيم احنا بقا يا بشړ مش هنغفر ده احنا نبقى وحشين أوي..
ابتسم توفيق واتبع طول عمرك عقلة يا منة و طيبة أوي..طيب وفلوسكوا مش زعلانة عليها..
ردت منة مبتسمة بإيمانها بما تقوله أكيد ربنا هيعوضنا بحاجة أحسن من الفلوس و الحمدلله ربنا يبارك في اللي موجود وبعدين مش يمكن الرجل ده يتمسك و حقنا يرجع بس احنا نصبر..
ثم تذكرت سامح فتلاشت إبتسامتها قليلا طيب سامح مالهشكله متضايق ليهعشان الفلوس
_لا سامح مش قادر يبص في عنيكي يا منةحاسس أنه ظلمك أوي و مش قادر يسامح نفسه...
مسحت منة ما تبقي من دموع فرحتها على وجنتيها وإعتدلت و هي تقول طيب بعد اذنك يا أونكل أنا هدخله...
_اتفضلي يا بنتي ربنا يهديكوا لبعض..
خطت منة خطواتها داخل الردهة و وقفت
على باب غرفته وطرقت عليه الباب سامح ..سامح ممكن أدخل
كان يجلس في شرفته المطلة على النيل ولم يجب عليها...
_سامح أنا عارفة انك صاحي عايزة أتكلم معاك..
دخل سامح من الشرفة وفتح لها الباب وهو غاضض بصره عنها ثم إتجه ثانية ناحية الشرفة فدخلت خلفه مش هتقولي كل سنة وانتي طيبة..
إلتفت إليها في إنكسار ليه
ابتسمت منة النهاردة عيد ميلادي..
ابتسم سامح بحزن كل سنة وانتي طيبة..
_وانت طيب..طيب مش هتقولي مبروك..
عقد حاجبيه على ايه
_علي براءة بابا الله يرحمه..
وكأنها ضغطت على جرحه فأشاح وجهه عنها في صمت..
_في ايه يا سامح مالك انت المفروض تكون مبسوط
إلتفت إليها مرة أخرى واتبع بعصبيةمبسوطعلى ايه اني ظلمتك كل الظلم ده ولا اني ذليتك ولا ايه ولا ايه
نظرت منة للأسفل متذكرة ما مرت به معه ثم نظرت إليه أنا عذراك يا سامح انت كان ڠصب عنك وأنا مسامحاك..
_بس أنا عمري ما هسامح نفسي أنا مش قادر أبصلك حتى هعيش معاكي ازاي بعد كدة وأنا مكسور قدامك و حاسس إني كنت ندل أوي معاكي..
_حرام عليك نفسك يا سامح ده ربنا سبحانه وتعالى بيسامحنا يبقى ربنا يسامحك وانت مش قادر تسامح نفسك ..
اردف سامح بأسي حتى لو سامحت نفسي مش هقدر أبص في عنيكي تاني ...
بدأت تتساقط دموعها وأتبعت أنا مش فاهماك يعني انت عايز ايه دلوقتي
سقطت دموعه وهو يقول مش هظلمك معايا أكتر من كدة..
قالت منة وهي تتجشأ من كثرة البكاء يعني ايهمش فاهمة بردو
مسح دمعته