شغفها عشقاً الفصل الثاني
السوداء و وشاحها الأسود كسماء الليل الحالكة، مسح على شاربه الكث ثم تحمحم و قال:
"و عليكم السلام و رحمة الله، اتفضلي يا آنسة رقية تحت أمرك"
شبه ابتسامة بدت على ثغرها المرمرى ثم أجابت:
"الأمر لله يا معلم، أنا كنت جاية أشكرك على وقفتك جمب أبويا الله يرحمه قبل ما يم7وت و بعدها و العز1ا اللى عملته له"
"الحاج حسين الله يرحمه كان راجل طيب و يستاهل كل خير، و إحنا فى الأول و الأخر جيران و واجب الجار على جاره لو التانى فى ضيقة الأول يقف جمبه زى ما وصانا رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة و السلام"
"عليه أفضل الصلاة و السلام"
هكذا أجابت ثم أخرجت من الحقيبة التى تمسكها بيدها ظرف أصفر اللون وضعته أمامه على المكتب و اردفت:
وضع يده على الظرف و ازاحه ليصبح أمامها و أخبرها:
"أنا مش هاخد حاجة و هاعتبر نفسي ما سمعتش الكلام اللى قولتيه"
شعرت بالحر0ج من الأمر لكن زادها الحر0ج إصراراً فقالت:
أخذ يتأمل هذه الفتاة التى تمتلك إصراراً و عزة نفس لا تخلو من الكبرياء، لا ينكر أن إعجابه بها يزداد كل مرة أكثر عن الأخرى، تحمحم ثم قال بدهاء:
"أنا عندى حل أحسن، أنا محتاج هنا فى المحل آنسة عشان فيه ستات بتيجى بتبقي محر9وجة تتعامل مع الصبيان اللى عندى، فأنا بعرض عليكِ تشتغلي هنا و كل قبض هخصم منك جزء، و بكدة يبقى سددتي الفلوس و فى نفس الوقت يبقي لك مصدر رزق تقدري تعيشي منه، ها قولتي إيه؟"
شعرت بالسعادة العارمة كم حالفها الحظ بأن باب من أبواب الرزق فُتح إليها على مصرعه، لكن هناك شعور أخر لا تعلم ما هو كما يخبرها حدسها