شغفها عشقاً الفصل السادس _
للواقع، و ها هي تتمدد على السرير شاردة في أحداث اليوم، انتبهت لفتح الباب و اطمئن قلبها حين ولجت ابنة خالها، تحمل إناء زجاجي ملئ بالذرة المقلية و تسألها:
"اللى شاغل عقلك يا ست مريم؟"
نهضت بجذعها و ابتسمت ثم أخبرتها بخجل:
"عادى يعني، هو لازم عشان سرحانة يبقي بفكر فى حد!"
هزت الأخرى رأسها و قالت:
"ما هو مفيش تفسير غير كدة و خصوصاً بعد ما عرفت إن اللى كان مقضي معاكِ اليوم كله يوسف الراوي"
غمزت بعينها، فضړبت الحمرة وجنتي الأخري، فأردفت أمنية:
"للدرجدي سيرته بتخلي خدودك يحمروا أوي كدة، إيه الصنارة لحقت تغمز"
"بس بقي يا سوسة، و لنفترض هو فين و أنا فين، اللى زيه يوم ما يحب و يتجوز هاتكون واحدة من مستواه الاجتماعي و العلمي، ده أنا عرفت كمان إنه هايتعين معيد فى الجامعة"
جلست الأخرى بجوارها و ابتلعت ما بفمها ثم قالت:
"عارفة إحساسي المرهف بيقولي إن يوسف ده هيحبك و هيطلبك للجواز على طول، لأن كنت بسمع بابا ديماً بيتكلم عليه إنه دوغري و بيحب يعمل كل حاجة بالأصول، إحنا البنات
بنسمي النوع ده بـ good boy، النوع ده يليق معاكِ جداً لكن أنا بقى مش عايزة غير جاسر الـ bad boy حجي"
"و الله العظيم أنتِ مشكلة، يارب يهديه لك و يحبك زى ما بتحبيه"
صاحت برفض تام:
"لاء، أنا عايزاه كدة هو عاجبني كدة، تغيره هيبقي على إيدي أنا عشان يبقي أول مرة أعمل فى حياتي إنجاز"
ضړبت كفها فى كفها الأخر فسألتها:
"طيب افرضي طلع بيحب واحدة تانية، هاتعملي إيه؟"
امسكت بهاتفها و أجابت:
"عيب عليكِ، أنا خليته أتعلق و تقريباً ما بقاش يحب حد غيري "
عقدت الأخرى ما بين حاجبيها، فسألتها:
"إزاي؟"
فتحت شاشة هاتفها و أجابت:
أومأت إليها الأخرى و قالت:
"اطمني سرك جمب أخواته جوة البير"
ضحكت و مدت يدها بهاتفها أمام أعين مريم و قالت:
"ده الأكونت بتاع جاسر الراوي، بقي لنا شهور بنكلم بعض، و كمان بيبعت لى فويس بصوته، مش قادرة أقولك لما بسمع صوته بيحصلي إيه"
سألتها الأخرى:
"طيب هو عارف أنتِ مين؟"
نظرت إلى أسفل بحزن و قالت: