شغفها عشقاً الفصل الحادي عشر _
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
و بداخل غرفتهما بعد أن أخبر زوجته بطلب جاسر و تهديده في آن واحد، شھقت و ضړبت كفها على صدرها قائلة:
"يخربيته هو عايزك تغصب مريم عشان تتجوزوا و كمان بيساومك علي أكل عيشك!"
طأطأ رأسه إلى أسفل بقلة حيلة قائلاً:
"مش عارف يا هويدا أعمل إيه، أنا عارف مريم متعلقة بيوسف و عمرها ما هتوافق علي أخوه"
عقبت الأخرى على حديثه:
"يبقي ده السبب لما أتخانق مع أبوه وقت ما قاله يتجوز أمنية بنتك، أتاريه حاطط عينه على مريم، يا حسرة عليكِ يا بنتي و على بختك المايل"
رفع رأسه و رمقها بامتعاض:
"هو ده كل اللى همك يا أبو محمود!، ده بيقولك يا يتجوزها يا هيطردك من المحل، المحل اللى كبرتوا من أيام الحاج عبدالعليم، و بعدين ده واحد غ،ـدر باللي من دمه ما بالك ممكن يعمل فينا إيه!"
تمعن في حديثها و وجد ما تقوله صحيحاً، فسألها بتردد من القرار الذى أُرغم أن يتخذه لكنه يريد أن يجد ما يؤيده حتي لا يشعر بالذنب نحو مريم و يوسف:
"يعني أعمل إيه يا هويدا، أنا محتار و عاجز"
"و هي دي فيها حيرة ما هي واضحة زي الشمس قدام عينك، أنت لو طرد من المحل مش هنلاقي ناكل و لا حتي تجوز مريم ليوسف و لا بنتك لصاحب نصيبها، ده غير خلاص عشان تدور علي شغل برة أنت عديت الخمس و خمسين سنة يعني أخرك فرد أمن و مرتب ميأكلش عيش حاف "
"طيب مين اللي هيقنع مريم إنها توافق عليه؟"
ابتسمت بزهو و قالت:
"سيب عليا أنا المهمة دي، أنا همهد الأول و هقولها علي اللي فيها و هى مش هترضي بقطڠ عيشك ده أنت خيرك عليها"
دمعة تساقطت من عين ابنتهما التي كانت تقف و تسترق السمع، الآن علمت لما كان جاسر يلاحق مريم في العزاء و يبدو إنها ليست المرة الأولي و لماذا يريدها إلى هذا الحد، و السؤال الأخير لما خبأت مريم أمر كهذا و لم تسرده إليها!
عادت مسرعة إلي الغرفة وجدت مريم تستند بظهرها على الحائط و تضم ركبتيها إلي صدرها و تستند عليهما بجبهتها و ساعديها، و كأنها تبكي، ابتلعت الأخرى لعابها قبل أن تجفلها بالسؤال الآتي:
"ليه ما قولتليش إن جاسر عايزك يا مريم؟"