بقلم أمل الجزء الأول
نية غافلا عن نية الاخر والذي تركزت أنظاره عليها وقد تباطئت خطواتها بقصد فهمه هو ورغم ذلك استغل الفرصة كعادته ليباغتها
ازيك يا نادية
مخاطبتها له هكذا ومباشرة أمام ابن شقيقها أجبرتها على تحريك اقدامها على غير ارادتها لتجيب تحيته
ألحمد لله زينة تشكر يا واد عمي على السؤال
تحرك سريعا يقرب المسافة ليقف مقابلها قائلا
أومأت بهز رأسها وعينيها تتجنب النظر إليه ولكنه باغتها للمرة الثانية بحمله لصغيرها الذي كان ممسكا بيدها ليردد له بترحاب
يا ما شاء الله ايه العيال الحلوة دي دا ولا عيال البندر اسمه ايه ده
صمتت بدهشة اصابته لفعله وجاءت الإجابة من ابن شقيقها الذي أغاظها ببلاهته حتى حدجته بنظرة غاضبة
اعتلى وجهه ابتسامة ليردد نحو الصغير الذي كان يطالعه باستغراب
وكمان زيزو لا دا انت تستاهل كبيرة على كدة
بصوت عالي على الوجنة المكتنزة ليمرر كفه على شعر رأسه الناعم الكثيف قبل أن يخرج بورقة نقدية من فئة المئتين يضمها بالكف الصغير قائلا
والله انت تستاهل
انتفضت تختطف صغيرها منه لترفض عطيته
متشكرين بس الولد مش ناجصه حاجة
هتفت يقاطعها بتشديد وعدم تهاون وقد منها
بشكل اثار استيائها
خبر ايه يا نادية وانا حد غريب عشان يتجال له الكلام ده انا واد عمك يا بت يعني حتى لو ولدك من عيلة تانية برضوا اسمه واد بتنا
همت تجادله ولكن أوقفها الصوت النسائي الذي صدر من جهة السيارة حيث ترجلت منها فتنة تخاطبها بمودة مزيفة تتدخل في الحديث
بادلتها الرد من محلها بنفس فعلها لترد بهامة مرتفعة
أهلا يا فتنة بت عمك زينة والحمد لله
بلهجة متأنية خبيثة تمتمت لها
صح أمال غايبة يعني ومحدش بيشوفك! دا حتى المناسبات اللي بتلم كل حريم وبنات العيلة مبتحضريهاش باين واد الدهشوري مانعك عنينا طب يجدر خدمتك ليه ولا خدمة امه دا حتى جدوده شايلاهم في بيت العيلة الكبير ده
طب وماله لما يمنعني على كيفه مش جوزي ودا حجه عليا وان كان على الخدمة الكتيرة في البيت الكبير دي على جلبي زي العسل ربنا يديهم الصحة وافضل طول العمر تحت رجليهم
عن اذنكم بجى
عايزة اللحج اروح جبل المغربية ليزعل مني حجازي ده منبه عليا اروح جبل خمسة
تخطت تسحب ابن شقيقها المكلف بتوصيلها كي تذهب ولكن ناجي فجأها بعرضه غير مكترثا باشتعال شقيقته
استني عندك يا نادية خلينا ناخدك في سكتنا
الټفت إليه بإباء رافضة
لا متشكرين يا واد عمي انا أصلا عايزة افرط رجليا محپوسة بجى وما بصدج الاجي الفرصة عشان اتمشى
قالتها وتحركت على الفور مسرعة بخطواتها غير ابهة بالأنظار التي تعلقت تتابعها بذهول وغيظ
شوفت اديك جبت الكسفة لنفسك دي ملهاش التعبير اساسا
قالتها فتنة بحنق متعاظم تبتغي صب غليلها به فور أن عادت لتنضم معه داخل السيارة التي عاد يقودها مرة أخرى فجأها ناجي برده الذي خرج بابتسامة متسعة
لساكي برضوا بتكرهيها وتغيري منها يا فتنة حتى بعد السنين دي كلها
رمقته بأعين مشټعلة تصيح به بعدم تقبل
ايه اللي انت بتجولوا ده بجى انا بجلالة جدري اغير من بت هريدي تاجي ايه فيا دي عشان اغير منها
رد ناجي يزيدها انفعالا
ما هي دي المشكلة يا بت ابوي انتي شايفاها بت هريدي ابو كام فدان يتعدوا ع الصوابع ومع ذلك دايما محطوطة في منافسة معاكي من أيام المدرسة وبنات العيلة وحريمها بيقارنوا بينك وبينها مين أحلى فيكم
أنا طبعا
هتفت بها لتتابع بتحدي وإصرار
انا اللي أحلى وانت عارف كدة زين شعر اصفر وعيون عسلي وبياض كيف الأجانب مين في البلد كلها زيي
اتجوزت كبير العيلة والبلد كلها لكن هي بجى واخدة ايه حتة سواج ولا يسوى في شركة المطاحن ولا انت عشان عجباك ورفضتك زمان يبجى خلاص هتعملها جيمة
تجاوزت هذه المرة هذا ما عرفته من نظرته إليها وقد ازدادت قتامة وملامحه التي تبدلت لأخرى مظلمة رغم صمته وكأنه يمنع نفسه بصعوبة عن الشجار معها او سبها كان يجب أن تحجم لسانها ولو قليلا فهو الأقرب لها من بين أشقاءها نظرا لطبيعته الهادئة والمتلونة ايضا
ولكنه هو من أجبرها على التطاول بعد أن ذكرها بعقدتها الأكبر هذه النادية والتي كانت زميلتها في مدرسة الثانوي الصناعي بوسط البلدة حيث المرور يوميا على أكبر المنازل هناك وأشهرها منزل الدهشوري وابن حفيده حجازي والذي كان محط أنظار الفتيات لوسامته الغير عادية
حين كان يطل من الشرفة المقابلة لمنافذ الفصول كانت تحدث مظاهرات من الطالبات للفت انتباهه لم يكن غنيا ولكنه كان حلما