الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم المبدعة ډفنا عمر

انت في الصفحة 39 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

شمس وسارة.. أما الجد فلمعت عينه بحب وفرحة طاغية وهو يري السعادة تنضح من وجه حفيده الغالي.. ورائف الذي راح هو وريان وحمزة يطلقون صفيرا مبهج تحية للعروسان.. أما توفيق فكان سعيدا بحق لأجله وتمني داخله أن ينال هذا الشاب ما يعوضه عن فقدان هويته وأهله الحقيقين..وكم أثني علي تلك الخطوة في حياة شاب مثله يبحث عن عائلة تخصه..وها هو يقترب من تحقيقها.
أما إلهام كلما التقت عيناها بعين جسار تجد سحابة حزنه وخذلانه منها لا تزال تظلل نظراته نحوها..إلى الآن علاقتهما مازالت خالية من الود بخلاف علاقته بالبقية.
تعددت فقرات الحفل الشيقة وتلقى العروسان التهاني من الجميع.. وبعد وقت كافي انتهى الاحتفال وتوجه جسار وشمس لجناح كبير بذات الفندق بعد توديع الأهل عند باب المصعد..
قبل أن يدلف بها الجناح مال ليحملها بين ذراعيه عابرا للداخل وهي متعلقة بعنقه مطرقة بخجل وتوتر.. أنزلها برفق ثم رفع وشاحها الشفاف عنها ثم همس لها أخيرا بقيتي ليا لوحدي ياشمس.
قالها بتنهيدة فغمغمت مع إن خطوبتنا كلها كانت كام شهر لكن اتجوزنا بسرعة. 
_ كل يوم منهم كان سنة بالنسبالي. 
نظرت له مليا لتقرأ عينه.. هل أحبها حقا بهذه القوة في فترة تعارفهما القصيرة تلك 
_ فاكرة اول مرة قابلتك
أومأت بإيجاب ليستطرد رغم حدتك وقتها بس فيكي حاجة شدتني عجبني نظرة عيونك الشرسة وفي نفس الوقت لمست لحظة ارتجافتها اللي حاولتي تخفيها بس انا فهمتها..
ثم ضمھا إليه أكثر وقال انتي كمان اتأثرتي بيا صح طبعا شوفتيني واد حليوة علي رأي جدي وقولتي في بالك ليهم حق البنات يتلموا حواليا.. 
لكزت صدره محذرة اتلم يا جسار. 
ضمھا إليه أكثر حتي لفحتها أنفاسه اتلم ازاي طب اهون عليكي 
ثم قبلها برقة لتهتف بارتباك جسار لازم نصلي الأول.. ابتعد بإجبار أكيد.. بس اعمل ايه وانتي بالحلاوة دي كلها.. 
همست له هو بجد أنا حلوة
رفع حاجبيه بدهشة انتي مش شايفة نفسك في المراية ترددت قبل ان تخبره بصوت خاڤت أقولك علي سر أنا عمري ماشوفت نفسي جميلة.. ولأني متربية وسط شباب اخدت منهم الصرامة وقوة الشخصية.. ساعات كنت اقول لنفسي هو ممكن حد يحب التركيبة دي
لم يجيبها بكلمة واكتفى بأن قادها برفق نحو طاولة الزينة لينعكس هيئتهما في المرآة.. بدأ ينزع من عيناها أهدابها الصناعية تحت دهشتها ثم يلتقط محرمة مبللة ومخصصة لأزالة مثل هذا الأمر ثم شرع بتجريف وجهها من طبقة المساحيق بالكامل لتظهر بشرتها النقية الناعمة بخمريتها الرائعة..ووقف خلفها يعانق ظهرها مشيرا لإنعكاسها قائلا شايفة ازاي ظلمتي نفسك 
اللي قدامك دي مش جميلة
اغرورقت عيناها وهي تنظر

له عبر مرآتها.. الغريب انها وجدت نفسها في تلك اللحظة بالفعل جميلة كأنها استعارت عيناه هو لتري نفسها بملامح جديدة التفتت إليه وأحاطت وجهه براحتيها ثم قبلت جبينه مطولا بفعل يعد جريء لمثلها ثم همست وهي تغوص بعيناه لو تعرف بتصرفك البسيط ده عملت فيا ايه 
ثم فاضت عليه بالكلمة التي انتظرها طويلا وصبر كثيرا لينالها من بين شفتيها التي ارتجفت قبل أن تقولها 
_ أنا بحبك أوي يا جسار أنت أول وأخر حب في حياتي أوعدك اني هعوضك كل اللي اتحرمت منه وهعمل معاك العيلة والعزوة اللي بتحلم بيها هكون كل حاجة ليك ونفسك تحسها وتعيشها.
لم يعد لديه صبر كي ينالها بعد ما قالته أسرع بإتمام صلاتهما الأولى ثم بدأت مراسم ليلة العمر بعهود و روابط قوية ولدت بينهما ولن ټموت أبدا.
______________
منذ عودته من زفاف جسار وهو مختلي بذاته.. يتصفح ذكراياته عبر ألبومات الصور التي يكتنزها وعيناه تطارد وجه صغيره هنا كان يحبو بين قدميه وهنا حين كبر عدة أعوام وبتلك الصورة كان مراهق نمى شاربه علي استحياء أما هنا صار شاب ممشوق الجسد.. شيء واحد كان مشترك بين كل هذا الصور.. عين جسار أو بالأحري الحزن الذي سكن بها.. كان يعلم انه مهما فعل وقدم له لن يعوضه عن حنان أبويه وأهله..يشهد الله انه فعل كل ما بوسعه ليغنيه عن الجميع.. ويطلب من ربه الغفران لانه تقاعص في البحث عن والديه الحقيقين.. صحيح لم يجد سبيلا حينها لكنه لو اجتهد لوجد وسيلة.. لكن حبه وتعلقه بجسار جعله يسدل أستار فوق عيناه وعقله كي لا يفقده.. أحبه وسيظل يحبه ويتمني له السعادة هو وزوجته.
_ بابا.. ممكن اقعد معاك شوية 
قالها توفيق الذي اقتحم غرفته بعد طرقتين لم ينتبه لهما الأخر أثناء شروده تعالي يا ابني
شملت نظرة فاحصة من عين توفيق الصور التي يفترشها و يشاهدها أبيه فغمغم اشتاقت لحفيدك بالسرعة دي 
تمتم بعين غائمة من يوم ما ساب البيت ده وانا مابطلتش لحظة واحدة اشتاقله يا توفيق.
مسحة من تأنيب الضمير وخزة توفيق فقال أنا أسف يا بابا ان انا وإلهام مقدرناش ندي جسار اللي احتاجه صدقني انا كنت بحبه بس حاجة جوايا كانت بتمنعي اقرب منه اكتر. 
هز الرجل رأسه وعيناه لا تحيد عن
38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 69 صفحات