أحببت العاصي بقلم أية ناصر
لما الآن شعرت أنها المتسببة في هذا كله كان يجب عليها حين اكتشفت معدن تلك الفتاة أن تقف أمامه تمنعه من الانجراف وراء مشاعر هوجاء كهذه ولكن ما بها تقول هذا الكلام وهي التي لا تقدر علي محوا تلك المشاعر التي أدت إلي سقوطها تحت أقدام مجهول يتأهل قلبها نظرت إلي الباب وطرقته مره أثنان ثلاثة ولا تستمع صوته فهتفت به تكرر علي مسامعه العهد عهدنا يا أخي الذي تعدنا به منذ زمن القلوب ټنزف و الچروح
وكأنه كان ينتظرها ينتظر تلك النبرة فهرول إليها مثل طفل يسرع لأ أمه فتح بابه وألقي نفسه داخل أ ه وجعه ليس من حبيبة ولا من شعور بالرفض ۏجع الإنسان الحر يكون مقتصر تحت كلمة الكرامة وجعه بكرامته التي يشعر الآن وكأنها تهشمت إلي فتات نظرت له بنظرات حانية و الدموع ملأت عينها فأصبح لونهم قاتم مموج باحمرار فأشار لها رافضا تلك الدموع رافضا أن تتوجع رافضا دموع غاليته و أخيرا أجبره لسانه علي الكلام
يشتري ويساوم يا عاصي بيتكلم بغرور وكانه ملك الكون مهموش أن أنا مين لاء همه كله هدفع كام و ليه إحنا هنا في المزرعة وعيشين عادي ليه مش متصنعين حياة زائفة مهمش حتى أن بحب بنته وشريها لاء الأهم أنه يفرض شروطه بس أنا اللي رفضت يا عاصي جدك مصطفي قالها ليا قبل كده
الإنسان كرامة يا آدم ممكن قلبه ينكسر
ممكن يحصله أي حاجه كله يتعالج إلا الكرامة لو ضاعه يبقي الشخص بقي مسخ متصنع إنسانيته راحت منه وأنا حفظة علي كرمتي يا عاصي حتى لو هتوجع بس كله يهون
نظرت له و لا تتحمل سخونة الدموع الحبيسة بين جفونها فهطلت علي وجنتها و قالت بصوت متحشرج باكي
آدم هما اللي خسروا مش أنت وده نصيب يا آدم
نظر إليها بتفحص قبل أن يقول بنبرة حزينة
آدم ده خير ليك يعني تحمد ربنا علي كل حال
اكتست نبرة بيأس قبل أن يقول أنا حبيتها
وبنبرة عقلانية اعتادت عليها ولو هي بتحبك هتحارب معك وهتبقي ليك ولو سبتك لوحدك يا آدم وكأنها تخاطب نفسها يبقي متستهلش تفكر فيها
بخار الماء يتصاعد ويتركز علي المرآه بصورة ضبابية و صورتها التي تتجسد أمامها تغيب عن نظرها تدريجيا و تعاود محو الضباب بيدها وتتكون صورة أخري من الضباب وهكذا تتوالي والصورة تتحول إلي فتاة يائسة من مظهرها وجهها الشاحب يدل علي حالتها و كأنها تحفظ صورتها قبل أن تأخذ قرار مفارقتها الحياة برغبتها هي ستتركه فهي كدمية التي يضعونها في الموضع المختار لها ولكن ليس برغبتها لا رغبته
أحببت العاصي
من السابع الى الثانى عشر
الفصل السابع
والغائب قد عاد وأخيرا لأرض الوطن ل أمه وعلي الرغم من الخلاف معها دائما فهو يعشق ذلك المكان حضڼ أمه وطنه بحق أما عن أبيه فقد سعد وبشدة بعد سلام و عناق دام لساعات وساعات كان عز الدين يشعر بشعور ألفه أفتقده كثيرا ولكن ما يستغرب له حقا تلك الصغيرة التي ألقت السلام عليه بفطور و نظرت له نظرات بارده لا تحمل أي مشاعر اشتياق ما بالها فهو يفتقدها كثيرا صغيرته لقد كبرت وأصبحت عروس فاتنة ولكن ماذا بها يشعر أن حولها هاله من الحزن تحجب أشعة شمس عينها أن تنشر كانت إيمان سعيدة جدا هي وكامل بعودة ابنهم البكر تجاهل عز الدين غياب أخية لا يعلم هل هذا جفاء أم تجاهل أم كراهية هل وصل به الأمر أن يكره أخيه لا يعلم ما هذا الشعور الذي يسيطر عليه فماجد اخية الأصغر ويتذكر عز أن كان الأقرب إليه في طفولته الآن يشعر بالضياع ماذا سيفعل من أجل شعور اتجاه أخيه وأخته التي لا يفهم نظراتها و أمه التي من الواضح أنها بدأت أن تخططت له ماذا سيفعل في خلال الأيام القادمة وجدة تنحنح بقوة وهو ينظر إلي أمه التي تعرض عليه بعض المخططات حول السفر معه ومع أصحابها للتنزه بالغردقة وبعض المدن الساحلية فقاطعها بنبرة جادة ومتزنة
أنا لازم أروح لجدي يا ماما أجلي كل ده الوقت
نظرت له إيمان بعتاب وهتفت
أنت لحقت تيجي عشان تسافر لجدك يا عز الدين أنا عوزاك معايا