الذئاب كاملةـــ جزء ثاني بقلم ولاء رفعت
كان يتفحصها وبداخل عقله لايعلمه سواه ...فقال : عن إذنك يا جيجي لما الحق أروح المستشفي
جيهان : ربنا يوفقك يا حبيبي
إنجي : شايفه بيعاملني إزاي كأني هوا أدامه
جيهان وهي تضع الفنجان فوق الطاولة وتراجعت إلي الخلف وقالت:
هو عنده حق المرة دي يا إنجي ... ف حد يقعد ف النادي طول اليوم وقافله موبايلك
إنجي : مكنتش قفلها هككرها مليون مرة الفون كان فاصل شحن
جيهان : أومال الباور بانك الي معاكي بيعمل أي
إنجي : نسيته
جيهان : كنتي اتصلي من اي تليفون من كافتريا النادي وقولي انك هتتأخري ومنها تطمني ع بنتك
إنجي : أووف بقي يا جيجي أنا تعبت من الكلام ف الموضوع ده
جيهان : عموما أنتي حره دي حياتك أنتي وجوزك وأنتو حرين بس متجيش تشتكي بعد كده وتكوني أنتي الي غلطانه
: صباح الخير ... قالها آدم ثم جلس بجواروالدته
جيهان : صباح النور
إنجي : صباح الخير
رن هاتفها باسم المتصل ميرو فجذبت هاتفها ع الفور وقالت : عن أذنكو ... ثم نهضت
جيهان : مروحتش الشركة ليه النهارده
آدم وهي يرجع ظهره إلي الخلف وتنهد ثم قال : مخڼوق شويه
جيهان : مخڼوق من الشغل ولا عشان....
قاطعها وقال : بليز ياجيجي مش عايز أتكلم ف الموضوع ده تاني
جيهان : ع راحتك بس باباك لسه ماخدش القرار وقال لعمك إن خديجة تاخد وقت تفكر واعتبر إن رفضها ردا ع إهانتك ليها
آدم : يعني لسه مصمم إنه أتجوزها .... نهض من مكانه ثم نظر أمامه بنظرات توعد وقال : أوك معنديش مانع أتجوز خديجة بس بشروطي
: في منزل الشيخ سالم ...
تحمل صينية الطعام وقالت : أي بابا الفطار زي ماهو ماكلتش ليه
سالم : الحمدلله يابنتي
خديجة : الدكتور قال انك لازم تاكل كويس عشان العلاج الي بتاخده شديد
سالم : خدي الصينيه وسيبيني هقرأ شوية ف المصحف وبعد كده هريح لحد ما الضهر يأذن
خديجة : حاضر يا حبيبي وأنا ف أوضتي لو محتاج حاجة أنده عليا
سالم : تسلمي يابنتي ... ناوليني بس المصحف من عندك
تركت الصينية جانبا ثم أعطته المصحف : أتفضل يا بابا
سالم : خدي بالك من أخوكي يا خديجة أنا عارف أنه غرقان ف بحر ذنوب ربنا يهديه ويغفر له بس خليكي واقفه جنبه لحد مايتصلح حاله .... ومتنسيش برضو تفكري ف موضوعك أنتي وآدم أنا نفسي أفرح بيكي يابنتي واشوفك مع الي يصونك ومش لاقي حد غير آدم الي أقدر أأمنه عليكي ... ريحي قلبي قبل ما اقابل ربنا
خديجة : ربنا يديك طولت العمر ويباركلنا فيك
سالم :ده مصير محتوم يابنتي مفيش مفر منه ... يلا روحي شوفي الي وراكي
خديجة : حاضر
فتح المصحف لتقع عينيه ع سورة الفجر وبدأ يقرءها بخشوع حتي وصل إلي أخر الآيات :
يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي
صدق الله العظيم
١٨
: بداخل ضريح مدافن عائلة البحيري ....
تقف العديد من السيارات بالخارج ..
تتوافد الحشود من الأقارب والمعارف والجيران يتشحون بالسواد ... أصوات بكاء ونحيب و كلمة التوحيد تهتز لها الأرض والقلوب وجميع جدران وشواهد تلك القپور المنتشرة ف كل الأرجاء المحيطة ... وها هم كلا من طه و آدم ويوسف وياسين يحملون التابوت المكسو بكسوة خضراء مطرزة بالشهادتين ... عزيز ف المقدمة يرتدي نظارة سوداء لكن لا تخفي حزنه ع فراق صديق دربه وإبن عمه ... ولج الجميع إلي داخل الضريح ينتظرهم عمال الډفن والشيخ الذي يدعو ويتلو آيات القرآنية التي تذكر عند ډفن المېت ... تقف خديجة جانبا تستند ع جيهان التي تحاوطها بزراعها وتربت عليها ... و ع الجانب الآخر لها تقف شيماء و بالقرب منهن إنجي التي تتأفف من الطقس الحار والذباب بجوارها سماح التي تصتنع النحيب والبكاء والعويل بمبالغه
: ياعيني عليك يا حماياااااا مكنش يومك ... يالهوووووووي ... صاحت بها سماح
تبادل المتواجدين نظرات تعجب من أفعال وأقوال تلك الحية
صړخت خديجة قائلة : اسكتي خالص مش عايزه اسمع صوتك ولا أي حد يصوت
صمتت سماح وشعرت بالحرج وتراجعت ف صفوف النساء
وبعد الإنتهاء أخذ يلقي طه التراب وعبراته تتساقط حزنا ع فراق والده ونادما خاصة كلما يظن إنه السبب ف ۏفاته بسبب ما إقترفه من فعل آثيم
أخذ الشيخ يدعو للمټوفي والجميع يردد خلفه ... ويتلو بعض الآيات القرآنية حتي أنتهت المراسم وبدأ الحاضرون بالمغادرة بعد أن يصافحو طه وعزيز وأبنائه
: يلا يا خديجة يا حبيبتي عشان نروح ... قالتها جيهان وهي تعانق خديجة التي لم تكف عن البكاء
خديجة بصوت مبحوح : مش عايزه اسيبه لوحدو هاقعد