بقلم ندي محمود
اللي لبساه ده ! .. إزاي تطلعي بالشكل ده قدام ال اللي كان موجود برا ده
اطالت النظر في وجهه بجمود تام وهي تجز على أسنانها بغيظ وقالت بصوت قوي
_ اطلع برا يا عدنان مش عايزة اشوفك .. مش طيقاك
_ عارفة لو شفتك لابسة البتاع ده قدام حد تاني .. قولي على نفسك يارحمان يارحيم ياجلنار
ابتلعت ريقها بقلق واضطراب بسيط وهي تحملق بعيناه التي تظهر فيها علامات الغيرة الحقيقية ثم سمعته وهو يكمل بصوت الخشن
ثم عاد ينزل بنظره مرة أخرى إلى ذلك الفستان الذي ترتديه ثم دفعها بعيدا عنه بنفور مزيف وهتف بقسۏة
_ وغيري القرف اللي لابساه ده
_ هو فعلا مقرف زي اللي جايبه
ثم دخلت الحمام وأغلقت الباب واستمرت في التمتمة المرتفعة نسبيا والتي وصلت لمسامعه في الخارج فسمعته وهو يهتف بصوت غليظ
_ من غير برطمة
_ هو عدنان فين ياماما
أسمهان ببرود
_ ومسألتهوش ليه قبل ما يطلع !
_ اصل كنت تعبانة شوية ونمت ويدوب دلوقتي اللي صحيت
لوت أسمهان فمها باستنكار وقالت بعدم اكتراث وهي تعيد نظرها إلى الكتاب مرة أخرى
ضيقت فريدة عيناها باستغراب وظلت مكانها تفكر بتدقيق محاولة تخمين السبب الذي يجعله يخرج هكذا مهرولا وسرعان ما ظهرت علامات الدهشة على محياها وهي تقترب من أسمهان وتقول
_معقول يكون عرف مكان جلنار
ألقت أسمهان الكتاب من يدها پعنف وصاحت في انفعال
هتفت الأخرى بتمنى ونظرة مستنكرة أمنية أسمهان
_ ياريت بس هو اللي زي دي بيحصلهم حاجة .. دي بسبع أرواح
تأففت أسمهان بخنق وامسكت بكتابتها مرة أخرى تعيد القراءة من جديد محاولة عدم التركيز على الجملة التي نطقت بها تلك الجالسة بجوارها .. حول معرفة عدنان لمكان زوجته ! .
وقفت بمكانها لدقيقة حتى انتهى من اتصاله والټفت بجسده ناحيتها فقالت هي في وجه محتدم
_ بيت إيه اللي بتتكلم عنه ده
تفحص ملابسها الجديدة بنظرة ذات معنى ثم أجاب على سؤالها بإجابة مختلفة تماما
_ جهزي نفسك ولمي هدومك يلا .. هنروح نقعد في بيت صغير لغاية ما نمشي
اندفعت نحوه بعصبية وهتفت بعناد
_ أولا أنا مش هرجع معاك .. ثانيا ماله البيت ده منقعدش
فيه ليه
انحنى برأسه عليها وهمس محاولا تمالك أعصابه حتى لا ينفجر بها كالبركان
_ هو مش ده برضوا بيت الحيوان اللي كان بيساعدك
جلنار بشجاعة ونظرات مشټعلة
_ متغلطش فيه !
تستفزه عمدا وهو أفضل شخص يمكنه معاقبتها على طريقتها الفظة في التعامل معه .. ابتسم بوجه غريب وهمس بصوت رجولي مريب
_ بلاش تختبري صبري عليكي عشان هتندمي ياروحي
جلنار بنبرة محتقنة ونظرات مستاءة
_ جيت ليه ياعدنان .. لو فاكر إنك هتقدر تاخد بنتي مني ي ....
توقفت عن الكلام عندما سمعته يلتقط بقية العبارة من فمها ويختمها هو بأسلوب متفنن وبنظرة ثاقبة وقوية كالعقاپ تماما
_ تؤتؤ أنا هاخد بنتي ومراتي مش بنتي بس
انغمست في نظرته وتاهت بها ولكن سرعان ما عادت لوعيها فقالت بحزم وإصرار
_ بس أنا عايزة أطلق
عدنان ببرود مستفز
_ اعتقد إنك معجبكيش إن لو أطلقنا هاخد بنتي فالأفضل إنك تنسي الموضوع ده .. وإنتي تفضلي مع بنتك وأنا كذلك وهي تعيش وسط أبوها وأمها
_ إنت بتلوي دراعي يعني !!
ابتسم بعدم مبالاة ثم مد يده إلى شعرها وارجع إحدى خصلاتها المتمردة التي تثير جنونه إلى خلف أذنها وهمس بخفوت
_ أبدا .. أنا بالعكس بديكي احتمالات وبخيرك والاختيار ليكي إنتي يارمانتي
أحمر وجهها بغيظ بعد سماعها لآخر كلماته التي طالما كان يقولها لها بسبب أسمها وأن جلنار هي زهرة الرمان .. دفعت يده عنها پعنف وصاحت
_ متلمسنيش ومتقوليش رمانتي فاهم ولا لا
عدنان بابتسامة جانبية خبيثة وبصوت هاديء تماما
_ روحي لمي هدومك إنتي وهنا يلا عشان نمشي
ظلت مستمرة بأرضها