بقلم ندي محمود
هتفت بحزم
_ أنت بتراقبني !!!
ابتسم رائد وقال بخفوت ضاحكا
_ أكيد لا .. أنا شفتك بالصدفة وقولت اسلم عليكي ونتكلم شوية لو مفيش عندك مانع طبعا
احتدم وجه زينة بغيظ ثم التقطت هاتفها وأشيائها من فوق سطح الطاولة واستقامت واقفة وهي تقول باعتذار صارم
_ أسفة بس أنا ورايا مشوار ومستعجلة وكنت ماشية قبل ما حضرتك تاجي
_ لحظة بس إنتي متعصبة مني ليه كدا ! .. لو قولت حاجة ضايقتك من غير قصد سواء دلوقتي أو يوم الفرح أنا آسف مقصدش والله
زينة باقتصاب
_ مفيش زعل يا أستاذ رائد أنا زي ما قولتلك مستعجلة بس وبخصوص الموضوع اللي والدتك فاتحت ماما فيه ف.....
رائد مقاطعا إياها بنظرات ذات معنى وجذابة
أحست أنها قست قليلا عليه في حدة كلامها فتنهدت بهدوء وتمتمت في صوت رخيم وابتسامة بسيطة
_ مرة تاني إن شاء الله .. عن أذنك
ثم سحبت يدها من قبضته واندفعت إلى خارج المقهى بأكمله مسرعة دون أن تلتفت خلفها بينما هو فتنهد بقوة ورفع يده يمسح على وجهه بيأس !
_ مش ناوي تفرحني كدا يابني وتخليني اشوفلك عروسة وافرح بيك
الټفت لها بجسده وقال ضاحكا بمشاكسا
_ لا ريحي نفسك ياست الكل لما احب اتجوز أنا اللي هختارها
أسمهان رافعة حاجبها باستنكار ووجه جاد
آدم ببشاشة وبرود متعمد
_ طبعا يا سلطانة .. اعذريني مش هسمحلك تتولي المهمة دي بذات ده جواز مش لعبة
_ أنت هتعمل زي أخوك !!
زم شفتيه بعدم اكتراث وتمتم
_ ماله عدنان !
أسمهان بقرف وغيظ
_ مش لو كان سابني انقيله عروسته على مزاجي كان زمانه دلوقتي عايش مبسوط ومتهني في حياته لكن البيه لعبت بعقله حلاوة بنت فاطمة الخدامة وخلته مش شايف غيرها .. ولما جات الفرصة إنه يتجوز تاني راح واتجوز بنت نشأت ڠصب عني
_ عدنان هيكون مبسوط ياماما لما تتخلي عن تصرفاتك ومحاولاتك في إنك تتخلصي من جلنار ودلوقتي بقت فريدة سبيه ومتدخليش في حياته ومتخقليش مشاكل بينهم
ثم اندفع لخارج الغرفة بأكملها فصړخت هي منادية عليه في سخط
_ آدم
ثم أكملت بعينان ملتهبة بالغيظ والغل عندما لم يجب عليها
_ مش كفاية ساحرة لعدنان بنت الرازي كمان حتى ابني التاني مش بيستحمل يسمع عليها كلمة .. ماشي يا جلنار مبقاش أنا أسمهان الشافعي أما طردتك من حياة ابني ومن حياتنا كلها
انتهت من
ارتداء ملابسها وكل شيء استعدادا لعودتها إلى وطنها ثم جلست على الفراش وامسكت بالهاتف وبحثت بقائمة الأسماء عن رقمه
وظلت تحدق به بتردد .. تتصل به وتخبره أنها راحلة أم لا ! قذفت بذهنها كلماته وهو يعبر لها عن حبه الخفي لها بحبك أوي ياجلنار .. نفضت عن ذهنها تلك الكلمات وهزت رأسها بالنفور وهي تحسم قرارها بعدم الاتصال به وبل وعدم التواصل معه تماما .
انفتح الباب ودخل عدنان ثم وقف للحظات قصيرة يحملق بها وقال بخشونة
_قاعدة كدا ليه يلا
طالعته بعينان محتقنة بالډماء ثم استقامت واقفة وجذبت حقيبتها الصغيرة والقت نظرة أخيرة على الغرفة بأكملها تتأكد من عدم نسيانها لشيء ما .. ثم اتجهت نحوه وقبل أن تعبر من الباب بجانبه قبض على ذراعها ليوقفها ورفع كفها الأيمن لأعلى ينظر إلى أناملها الخالية من خاتم زواجهم فاستقرت في عيناه نظرة قوية مردفا
_ خاتمك فين !
سحبت يدها من بين يده بهدوء وهي تزفر بخنق وتهتف باقتضاب
_ في الشنطة
_ طلعيه
كانت كلمة صارمة صدرت منه لا تقبل الجدال بنظرات حادة فتنهدت هي بنفاذ صبر ووضعت كفها في الحقيبة الصغيرة تفتش عن خاتمها ولم تجده أو هي من أرادت هذا حيث أجابت عليه بالامبالة وهي تهم بالانصراف
_ مش لاقياه بعدين هبقى اشوفه وألبسه
جذب حقيبتها من يدها بعدما فهم حيلتها وتصنعها ثم فتحها ونظر فيها يفتش بنظره عنه حتى وجده التقطه وامسك بكفها يرفعه ثم يلبسها الخاتم ويهتف في صوت