بقلم ندي محمود
بفكر وأقول هو أنا غلطت لما اخدتها وهربت بيها وحرمته منها رغم إني عارفة أن روحه فيها وأكيد هو حاليا بيتعذب عڈاب بشع من كتر خوفه وشوقه عليها وفي نفس الوقت برجع وبقول ما هو كمان كان هيحرمني منها ومهمتش بيا ولا أني ازاي هقدر أعيش من غيرها
أجابها حاتم بنظرات حازمة
_ مش هيفرق دلوقتي اللي حصل ده كان غلط أو صح أهم حاجة إنك مسكتيش عن اللي بيحصلك وطلبتي الطلاق واصريتي عليه واحد زي عدنان ميستهلكيش ولا يستاهل بنته حتى
_ حاتم أنا مطلبتش الطلاق بسبب أن عدنان وحش .. هو عمره ما كان بني آدم مش كويس معايا أنا طلبت الطلاق ليه لأني مستحملتش أكون مهملة بالشكل ده اكتر من كدا
حاتم بعصبية شديدة
_ ولما هو مش وحش اتفق مع ابوكي أنه يطلقك وياخد بنتك منك ليه ياجلنار .. فوقي وفتحي عينك شكله قلبك لسا متعلق بيه رغم كل اللي عمله وبيعمله معاكي
ابتسم پغضب واجابها باستنكار
_ آه فعلا واضح جدا إنك مش بتحبيه وخصوصا وإنتي بتدافعي عنه قدامي
انفعلت بشدة وظهر الأحمرار في عيناها فنزلت من السيارة وفتحت الباب الخلفي ثم حملت ابنتها على ذراعيها وقالت وهي تبتعد عن السيارة
انت محتاج ترتاح شوية ياحاتم لأن شكلك مرهق وتعبان
نزل من السيارة وصاح مناديا عليها بسخط
_ جلنار استني !
أتاه صوتها الجاف وهي تقول دون أن تلتفت له
_ نتقابل بكرا في الشغل ياحاتم إن شاء الله روح وارتاح في بيتك وبعدين نتكلم
تأفف بقوة حتى وصل صوته لأذنيها ثم استقل بسيارته مرة أخرى وانطلق بها وهو مشتعل بنيران الغيظ والڠضب .
داخل منزل عدنان الشافعي كانت تجلس كل من أسمهان وفريدة بالصالون ويتحدثون بين بعضهم البعض عن جلنار حيث هتفت فريدة بسخرية ولهجة تحمل السعادة
_ لغاية دلوقتي مفيش أي خبر عنها ياماما كأنها فص ملح وداب !
أجابت أسمهان بنبرة محتدمة
_ ياخوفي لتطلع هربانة مع راجل تاني .. مش بعيد عليها مش بنت نشأت الرازي هتطلع لمين
خرج صوت فريدة المخټنق
_ خاېفة يكون عدنان الموضوع مش موضوع بنته بس
ظهر الغل والحقد في عيني أسمهان التي هتفت فورا
_ وإنتي فكرك إني هسمحلها تكمل مع ابني اكتر من كدا الحقېرة دي .. أنا معنديش غير مرات ابن واحدة وهي إنتي يافريدة
قطع حديثهم انفتاح الباب ودخول عدنان وذهابه نحو غرفته فورا دون أن ينظر لهم حتى وكانت معالم وجهه تكشف عن حالته تبادلا الاثنين النظرات المتعجبة بينهم وهبت فريدة واقفة ولحقت به لأعلى في غرفتهم .. فتحت الباب ودخلت ثم اغلقته خلفها ببطء وقعت عيناها عليه وهو يقف أمام النافذة ويشعل سيجارته ثم يضعها في فمه ويخرجها لينفث دخانها بشراسة من بين شفتيه .
اقتربت منه بخطوات رقيقة مدروسة ثم وقفت خلفه ومدت يدها تملس على شعره متمتمة بهمس أنوثي
_ عدنان !
اتاها صوته المتحشرج وهو يقول
_ سبيني لوحدي يافريدة من فضلك
تحركت ووقفت أمامه ثم جذبت السېجارة من بين أنامله وهي تبتسم باغواء وتهمهم برقة ونظرات عاطفية تعرف أثرها عليه
_ وهو في مرة كنت مضايق بالشكل ده وفريدتك سابتك وحدك مقدرش أسيبك ياحبيبي .. قولي مالك
_ كفاية وجودك جمبي ياحبيبتي .. إنتي وبنتي أهم اتنين بنسبالي دلوقتي
ها هي تنجح تدريجيا في نزع كل جزء جيد يكنه في قلبه لتلك الزوجة المتمردة حتى تعود من جديد هي الفريدة من كل شيء ولا نظير لها .
ارتمت بين ذراعيه وهي تهمس بهيام
_ أنا بحبك أوي ياعدنان
_ وأنا كمان بحبك ياروح عدنان
جالت بعقلها جملة قالتها لها أسمهان ذات مرة ستظلين الأولى في كل شيء بالنسبة لعدنان لطالما حافظت على الصدارة ولم تخسريها ! .
أشعة الشمس المتسللة من النافذة اخترقت جفنيها فسببت لها الازعاج في نومها تململت في الفراش بضيق وهي ټدفن وجهها
في الوسادة حتى تختبأ من أشعة الشمس ولكن دون فائدة .. فتحت عيناها وهي تزفر بخنق ثم نظرت إلى جانب الفراش الفارغ من ابنتها فقطبت جبينها ثم استقامت جالسة وهي تفرك عيناها لتزيح أثر النوم وترجع بخصلات شعرها الناعمة إلى خلف أذنيها ثم نزلت من الفراش وسارت إلى خارج الغرفة وهي تصيح منادية على ابنتها
_هنا