غيوم بقلم داليا الكومي
لم تشاركه فرحته...لبت رغبته في شراء فستان جديد ...فاجئته بفستان انيق ارتدته يوم الافتتاح ...علي ما تتزكر الان يوم افتتاح يونيك كان اخر يوم اهتمت فيه بنفسها او بمظهرها طوال فترة زواجهما ... يومها ظهرت انيقه وراقيه بفستانها الشيفون الازرق الراقي ...فوجئت بحضور فاطمه الي الافتتاح مع انها لم تدعوها ....كيف علمت فهى حتى لم تخبر احدا ....مجددا كذبت نفسها في نظرات الحسد التى كانت فاطمه ترشقها بها ربما فقط معجبه بفستانها الانيق ولذلك تتفحصها جيدا ...هى كانت تعلم ان فاطمه معجبه بأخيها محمد لكن محمد قلبه كان مشغول بالفعل ...نور شقيقة عمر الصغري كانت تملىء قلبه ولا تترك أي فرصه لاخري حتى بالمحاوله حب العمر يتكرر مجددا امامها فمحمد يعشق نور منذ صغره... فريده رحبت بفاطمه بلطف ... اهلا فاطمه نورتى ...فاطمه اجابتها بغل ... كده متعزمنيش يا فريده ... وكمان خبيتى الخبر...
فاطمه نظرت پحقد الي فستانها والي المكان وفخامته ...اشارت الي مصطفي وقالت ... مين اللي واقف مع جوزك ده .. مصطفي شريك عمر في الكافيه ... اه شريكه ... فريده اعتذرت منها بلطف ... معلش يا فاطمه هروح اسلم علي خالتو.. انها اليوم ابعد ما تكون عن حاجتها الي الجرعه اليوميه من استهزاء فاطمه بعمر ..اليوم يومه ويوم تتويج نجاحه ...احتاجت الي مساحه للتنفس ...فاطمه فرضت نفسها علي مناسبه عائليه ... لذلك تحججت برؤية خالتها وتركتها...هى لم تدعوها لذلك هى ليست مجبره علي مجالستها...خالتها تعلقت في ذراعها وقادتها الي حيث يقف عمر ...عيناها كانت مليئه بالدموع ...كانت فخوره بابنها الوحيد كل الفخر ...قالت بتأثر... عمر ابنى ما فيش منه اتنين ..طيب وحنين علي الكل...هتفرحونى امتى بحفيد ... الډماء ارتفعت پعنف الي دماغ فريده ...حفيد ... كيف ستبرر لهم تأخر الحمل ...نظرت في اتجاه فاطمه بقلق فهى خشيت من اكتشاف جريمتها في حق عمر .. ... لسه بدري يا ماما ...مش عاوز أي حد يشاركنى فيها...انا انانى جدا واكيد هغير من طفل هياخدها منى ...يا الله عمر ذبحها بكلماته ...انها هى الانانيه وليست هو ...هى كانت تعلم جيدا ان خالتها لم تكن تتدخل في حياتهما لكن من فرط سعادتها كانت تريد ان تري الاحفاد ..والدتها نفسها تمنت اليوم نفس الامنيه ..وعمر الخلوق لم يحرج والدته ولم يحرجها هى ...لقد تصرف بذكاء متقد ... الحفله انتهت في وقت متأخر ...الطعام كان راقي بدرجة مذهله وقائمة الاسعار كانت لا تصدق ... التخت الشرقي الراقي عزف ابدع الالحان والمكتبه الغنيه بأروع المؤلفات اضافت اثراء ثقافى علي المكان ...كان بالفعل مقهى النخبه المثقفه ... لابد وان تعترف مع نفسها انه مكان يشرفها امام صديقاتها ..مقهى يونيك قريبا سيصبح اشهر مقهى في البلد .... فريده انتهزت فرصة انصراف معظم الحضور ...اقتربت من عمر الذى كان يوليها ضهره .. قالت بصوت هامس ... مبروك ..عمر استدار علي الفور ...عيناه امتلئت بالشوق ... سألها بلهفه ... عجبك المكان ... فريده هزت رأسها بالايجاب عمر تطلع اليها بحب ثم قال ... طيب يلا نروح ... انت وحشتينى اوى ...لحظات الانسجام قاطعتها فاطمه التى قالت بوقاحه... ايه مش هتوصلونى ..الوقت متأخر ...عمر كتم لهفته علي فريده وقال بأدب .. طبعا
انه ضعف .. فريده استغلت حب عمر لها لاقصى درجه ...مع مرور السنوات تعودت علي تدليل عمر لها وتغاضيه عن وقاحتها وبرودها ...تقدمت في دراستها بدرجه ملحوظه حتى انها ارتفعت في ترتيبها في السنة الرابعة والخامسه واصبحت من العشر الاوائل ....اعتادت علي تلبية عمر لكل طلباتها واعتبرته عبدا خاضع يتمنى لها الرضى ...في بعض الاحيان عمر كان يغضب ويعتزلها لايام لكنه كان من نفسه يعود ليراضيها ....الان عندما تتزكر رفضها منحها نفسه لها والتعلل بالانشغال في المزاكره تحتقر نفسها اشد احتقار ... عمر تحمل ما يكفي لسنوات وظل حبه يغطيها
الرغم من اخطائها ... مقهاه الجديد نجح نجاح باهر وافتتحوا فرع اخر له تولي مصطفي ادارته بالكامل ...لذلك اصبح عمر المسؤل الوحيد عن الفرع الاصلي ومع عمله الصباحى في الفندق اصبح منهك تماما ... كان بامكانها مساعدته بعض الشيء في ادارة شؤن المنزل لكنها كانت تتصرف بلا مبالاه وتترك له التصرف في كل شيء ....فلم يعد لديه وقت للطبخ في المنزل وأصبح يعتمد علي طباخ المقهى لاحضار الوجبات اليوميه الي المنزل...عمله ليل نهار لتحقيق طموح فريده لم يترك له أي وقت للممارسة الرياضه فازداد وزنه بدرجه ملحوظه في السنه الاخيره ... وعندما طلب منها عمر مره في عطلتها ان تطبخ له بنفسها رفضت بوقاحه وتعللت بأنها لا تعلم كيف تطبخ... فريده ....فريده فين قمصانى ... مش لاقي ولا قميص.... فريده اجابته بلا مبالاه... فين ... اكيد في الدولاب عمر نظر اليها پغضب ... لا يا فريده الدولاب فاضى وانا لازم انزل الشغل حالا اعمل ايه ...يالا غبائها.. تزكرت ان الخادمه المنزليه لم تحضر منذ اسبوع وعمر طلب منها قبل سفره الي دبي في رحلة عمل ارسال قمصانه الي المغسله وهى نست تماما ....لاول مره عمر يطلب منها الاهتمام بعمل منزلي وهى تجاهلت طلبه ..فريده حاولت الاعتذارلكن نظرات الڠضب الواضحه علي وجه عمر كانت تنذر بالانفجار..هى كانت تعلم جيدا ان القميص لم يكن سبب غضبه الرئيسي لكن رفضها له بالامس كان المحرك الاساسي لغضبه ...
اجابت رنين جرس الباب لتجد خالتها منى تقف منتظره الدخول .. رحبت بها بلطف وادخلتها الي الصالون .... كانت مندهشه من زيارة خالتها فكيف وجدت الوقت لزيارتها وزفاف ندا غدا .... فور جلوسها منى بدات في الحوارات العاديه ...علاقتها بخالتها توترت كثيرا في الاشهر الماضيه. ..لم تعد العلاقه سلسه وطبيعيه كما كانت ... ربما فريده كانت السبب فهى اصبحت متحفظه بل ومتجمهمه في معظم الاحيان ... خالتها سألتها فجأه ... فريده مفكرتوش تعملوا تحاليل تشوفوا ايه سبب تأخير الحمل لحد دلوقتى فات اكتر من سنتين وانتم ولا في دماغكم ... فريده ارتبكت بشده وتلعثمت وهى تحاول تجميع الكلام .... لسه... خالتها ربتت علي كفها بحنان ولم تفتح معها الموضوع مجددا لاخر جلستها لكن فريده كانت غاضبه
فرغت جام ڠضبها في عمر عند عودته...هاجمته بدون مبرر فور رؤيتها له ... قالت له بوقاحه شديده ... عمر ...مامتك بتدخل في حياتنا ليه ... عمر نظر اليها بدهشه شديده ولم يستوعب ما تقوله فوالدته ابعد ما تكون عن التدخل في حياتهم ...كانت ايضا ابعد ما تكون عن شغل الحموات المدمر الذى يهدف الي الخړاب ...كانت والده حنونه متفاهمه مراعيه ... عمر نظر اليها پغضب وقال .. فريده في ايه ... مالها ماما... اجابته غاضبه .. سألتنى النهارده الحمل اتأخر ليه ... عمر حاول تهدئتها عادى يا فريده مجرد اهتمام ...اكيد طنط سوميه سألتك نفس السؤال ليه مكبره الموضوع .. بالفعل والدتها نفس السؤال مرارا ومع انها هى المذنبه وتعلم چريمة الحبوب جيدا لكن شيطانها اليوم كان حاضرا وبقوه... قالت پغضب عاتى ... مش من حقها تسألنى ...عمر نظر اليها نظره ناريه وقال.. خلاص يا فريده انا من حقي اسألك...انا ابدا مكنتش ناوى افتح معاكى الموضوع ده لكن بما انك غضبانه
اوي
خلاص لازم نشوف ايه السبب .. فريده مازالت غاضبه وشيطانها يحتلها بالكامل اجابته بوقاحه ... لما الحمل بيتأخر لازم الراجل يعمل التحاليل اللازمه الاول لان غالبا السبب بيكون منه ... عمر فاجأها بقوله ... عملت من زمان يا فريده ومافيش عندى أي سبب يمنع الحمل ...سليم الحمد لله ...وانا راضي بيكى بأطفال او بدون لانى بحبك لكن انتى فاهمه حبي ليكى غلط ...انا بدأت اتعب يا فريده.. بدأت اتعب وازهق كمان ... يا الله لماذا اوصلت الامور الي تلك الدرجه ... ومع ذلك لم تتراجع عن موقفها...غادرت غاضبه الي غرفتها واغلقت الباب خلفها بقوه .... كيف يتجرأ عمر ويصيح فيها بهذه الطريقه المشينه ... بل ويتجرأ ويفصح عن شكواه ...الا يعلم انها تنازلت وقبلت به ... في اليوم التالي رفضت الذهاب الي زفاف ندا علي الرغم من كل محاولات عمر لاقناعها ...لم تكلف نفسها حتى بفض غلاف الفستان الذى اهداها اياه حتى لتشاهده بل علقته في الخزانه بدون اهتمام ....عمر كان اهتم بكل احتياجاتها للزفاف ولكن عندما حان وقت الاستعداد فوجىء بها تخبره انها مشغوله ولن تذهب ...لن تنسي ابدا حزنه يومها مهما حييت من عمر لم يكن غاضب بل كان حزين... طلب منها برفق مجددا مرافقته فأجابته بجفاف... عندى مزاكره انت عارف سنه سته صعبه وكل يوم له اهميته