الإثنين 25 نوفمبر 2024

غيوم بقلم داليا الكومي

انت في الصفحة 18 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز

جوزك وانا شفت خطوبته يوم الفرح بنفسي ...واندهشت جامد من طلب جدتك الغريب انى اطلبك منه ...لكن انا مبحبش التسرع ...بطبعى بحب التفكير وباعطى كل حاجه حقها .... انا كمان مبحبش اليأس ابدا ومش هطلب منك رد فوري ..اوعدينى تفكري وانا هحاول معاكى مره تانية وتالتة ورابعة ...
انها حتى لم لم تلاحظ متى غادر عماد الصالون وتركها ...انخرطت في افكارها وفي قشعريرة جسدها ولم تنتبه لعمر وهو يدخل الي الصالون ليجلس مكان عماد ...
رأسها المحنى كان يمتلىء عن اخره بصور ومشاهد من الماضي ومن الحاضر ... رفعت رأسها اخيرا لتجيبه.. انها لا تحتاج ابدا أي وقت للتفكير وانها اسفه جدا لرفض طلبه وانها ربما في حياة ما اخري لكانت سترحب لكن الكلمات تجمدت علي شفتيها عندما صدمت برؤية عمر يجلس
مكان عماد .... كلماته خرجت باردة قاسېة كالاف السياط تمزقها ... 
عريس مناسب مش كده ... مهندس ومرتاح ماديا يليق بالدكتوره فريده الطويل ...بصراحة الراجل صعبان عليه.. كنت عاوز احذره من لوح التلج اللي هياخده لكن قلت اسيبه يشرب بكره يعرف بنفسه ...
لم تعد تستطيع تمالك اعصابها اكثر من ذلك ...صړخت باڼهيار ... 
كفايه حرام عليك ارحمنى...انت اتغيرت ..جبت القسۏه دى كلها منين 
نظر إليها باحتقار وقال ...
اخدت دروس علي ايد افضل استاذه ... 
ارادت الصړاخ بأعلي صوت ...ليتها تستطيع ذلك فلربما يرحمها... انه يحتقرها ...لكنها بدلا من ذلك قالت في انكسار ...
عمر انا ...عمر انا اسفه وجهه احمر من شدة الڠضب ...اطلق العنان لغضبه وصاح فيها بأعلي صوته ...بالتأكيد الجميع بالخارج استمع إلي صراخه الغاضب لكن لم يجرؤ احدهم علي التدخل ....
قال پغضب مدمر ...
اسفه ... ايه بتصفي القديم قبل ما تبدأى صفحة جديدة ... عاوزه تعرفي انى سامحتك عشان تعيشي بسعاده ومتفكريش في جريمتك .... انا غلطان كان لازم اقول للعريس انك واحده خاېنة كذابة قڈرة...
خاېنة !! صعقټ من اتهاماته الباطل .. 
رددت كالبغبغباء المذعور ...
خااينة ... 
اجابها بقرف ...
طبعا خااينة ..اللى تقدر تخبى سر عن جوزها لسنين وتعيش معاه وهى بتمثل البراءة تبقي خااينة ووواطية ومالهاش امان ...انتى جنسك ايه ... مصنوعه من ايه ... اللي بيجري في عروقك ده ډم ولا حاجة تانية .... اتجوزى يا فريده وعيشى مبسوطة ...مش هو ده اللي انتى عاوزه تسمعيه منى ...مش هو ده الغرض من طلبي النهاردة ... مجددا رمقها بنظرات ڼارية افرغ فيها كل احتقاره ثم غادر وصفق باب غرفة الصالون خلفه پغضب تسبب في اڼهيار زجاج الباب بالكامل ....
الحلقة الحادية عشر.
رواية غيوم ومطر.
للكاتبة داليا الكومي.
11 لقاء غير متوقع
خاائنة هكذا يراها عمر .. هو اعتبر اخفائها لامر تناولها للحبوب خېانة ...بالفعل تلك تعتبر خېانة فهى اخفت الأمر جيدا ...دأبت لسنوات علي فعل امر في الخفاء بل وتعمدت الكذب بخصوص تأخر الانجاب 
ربما سيظن أن من تستطيع التصرف هكذا تستطيع الخېانة ببساطة ...لماذا تشعر بالحسړة الآن وهى فقط تجنى ما زرعته بيديها 
لو تستطيع العودة للماضي ومحو كل تلك الخطايا لفعلت ذلك فورا لكن للاسف خطاياها منحوتة علي الصخر ولن تمحى أبدا ....انها تختفي في غرفتها منذ رحيل عمر الدامى ليلة البارحة ...حبست نفسها هناك فمن اين ستأتى بالشجاعة لمواجهتهم بعدما استمعوا لوصف عمر لها بالخائڼة القڈرة لم يعرف احد أبدا عن موضوع الحبوب فعمر اغلق فمه وهى لم تتجرأ وتفضح نفسها ..حتى جدتها واسيل حاولتا تقصى الحقائق لشهور وعندما فشلتا في معرفة أي شيء استسلمتا أخيرا واغلقتا الموضوع... و بعدها جدتها سافرت مع خالها إلي كندا و انتسى موضوع طلاقها تماما وعمر واصل حياته بدونها ...والآن بعد مرور سنوات عادت الجراح القديمة لتفتح ويصب فيها الملح فتقيحت واصابت كل جسدها بالمړض ...شعورها الآن كمن يرقص علي حافة الهاوية لكنها مسلوبة الارادة ولا تستطيع التوقف عن الرقص 
العدم

يربكها بشدة فهى لا تريد ايلامه برفضا قاطعا ولكنها من المحال أن تقبل أن تتخذه زوجا ... 
كيف ستسلم نفسها لرجل وقلبها مع اخر ...بل كيف من الاساس ستتقبل فكرة أن يلمسها اخر سوى عمر ...انها فقط منحت نفسها لرجل واحد ولن يلمسها سواه ...أما البعثة فهى مجبرة علي الرد فورا سواء بالايجاب أو بالرفض كى يتسنى لرئيس القسم ترشيح غيرها في حالة رفضها ...الامور خرجت عن السيطرة واصبحت چنونية تماما ...لعڼة الفستان الأسود تطاردها والأسوء انها كانت مجبرة علي الذهاب إلي شقة عمر لاخلائها فعمر يريد أن يسلمها متعلقاتها ويعيد تجديد الشقة بالكامل استعداد لزواجه كما اخبرتها جدتها... حاولت التهرب من ذلك المشوار القاټل لكن جدتها امرتها پغضب ...
بطلي دلع ...مين هيروح يخلص شغلك ...انتى معطله الراجل من سنين ...انتى فاكره الناس خدامين عندك جدتها القت مفتاح فضى علي الطاولة أمامها پغضب وقالت ...
خلصينا من الموضوع ده في اقرب وقت 
التقطت المفتاح بأصابع مرتعشة .. مجرد مفتاح لكنه الآن لا يفتح مزلاج بل يفتح باب الذكريات من جديد ...هل ستتحمل الذهاب إلي هناك مجددا .. لكنها ليست مخيرة ولا تملك الاختيار ...ستذهب سواء شاءت أم ابت ولكنها ستدعو الله أن يهبها القوه لفعل ذلك ...اجازة محمد قصيرة جدا مجرد يومى الاجازه الاسبوعية مع يوم واحد اجازة تعويضية هو كل ما استطاع تدبيره وبالطبع سافر مباشرة بعد أن اتم مهمته ...أما احمد فمكتب المحاماة الشهير الذي يعمل فيه الآن اوكله في قضية هامة في الاسكندرية لأول مرة يتولي قضية بالكامل في فرصة ذهبية له اغتنمها فورا ... 
لم يتبق سوى رشا لتذهب معها إلي شقة عمر ... كالمعتاد والدتها سوميه كانت صارمة للغاية وتمنع خروج رشا بمفردها .. عينا رشا العابثتان ترجتا فريده.. رشا ترجتها وهى تبكى ...
ارجوكى يا فريده ...هى مره ..احم احم عمر طالب يقابلنى لوحدى ...حلف علي المصحف انها مره بس ...قالي بالحرف خاېف نكرر عمر وفريده تانى كل اللي هو طالبه
مره واحده يتأكد من مشاعري وبعد كده هيتقدملي رسمى خليكى جدعه بقي واوعدك عمري ما هكررها في حياتى ...دى الفرصه الوحيده وهنتقابل في كافيه قريب من شقة عمر يعنى في النهار وفي النور هنعد شويه ...قالي كفايه مره اتطلع في عينيكى عشان اعرف في فرصه لينا ولا ...كمان كفايه فشل في جواز القرايب العيله خلاص مش مستحمله طلاق فيها تانى.....
انها في حيرة قاټلة ...هل تسمح لرشا بمقابلة عمر خاصتها انها مسؤلة عنها ..نعم رشا دلوعة ولكنها تعلم حدودها جيدا ولن تتعدى الحدود أبدا كذلك عمر شاب بسيط ومرح لكنها اخذ درسا قاسېا من فشل زواجها بعمر حسمت امرها واحتضنت رشا قالت بحنان
رشا انا بثق فيكى ومعنديش أي شك في اخلاقك لكن انت مسؤليتى ..هوصلك الكافيه اللي علي الناصيه وهروح الشقه اجمع متعلقاتى الشخصيه بس ...انا عارفه ان عمر مصر اخد كل حاجه لكن لا ده حقه انا استنزفته كتير ...انا هخد بس باقي هدومى لانى عارفه انه اكيد مش طايق يشوفها.. تحاملت لتتحدث بصوت يخلو من الدموع وهى تستطرد ...
بعد كده هو حر يبيع الاثاث القديم ويشتري جديد للعروسه او زى ما يتصرف 
رشا شددت من احتضانها لفريده ...انها تشعر بالامتنان الشديد لها ففريده تداوم علي تغطيتهم بحنانها الغامر .. انها افضل شقيقة قد يحظى بها احدهم يوما ...فريده ابعدتها بلطف وامرتها هتفضلي في الكافيه لحد ما ارجعلك ...ده شرطى الوحيد اوصلك وبعدين ارجع اخدك...
رشا . ده اكتر من احلامى شكرا فريده
راقبت رشا وهى تتأنق ... فراشها امتلىء عن اخره بضحاياها من الملابس التى لم تنل اعجابها ...قضت ساعات وهى تختار ما سوف ترتديه وفي النهايه ضړبت الأرض پغضب مثل الاطفال عندما لم تقتنع بأي من ملابسها ليتها تشعر بالصفاء مثلها ...دقة القلب الاولي عند اول لقاء ..اول نظرة .. للاسف عمر حاول أن يهبها اكثر من ذلك لكنها كانت كالحائط السد ضيعت فرصتها بالاستمتاع 
لقد اضاعت مشاعر رائعة في الكبر واضاعت سنوات اكثر في الغباء وهاهى تعض اناملها من الندم ...اوصلت رشا إلي عمر المنتظر عند مدخل الكافيه ...وجهت له نظرة تحذيرية تعلم جيدا أنه لا يحتاج إليها لكنها مضطرة... منزل عمر لا يبعد اكثر من بضعة امتار لكنها شعرت وكأنها مشت اميال وهى تجر خطاها وتجاهد كى تصل ..كلما اقتربت اكثر كلما شعرت بخفقان رهيب لو كانت تدرك كم كانت سعيدة في هذا المكان لما تركته ابدا ... لم يتغير أي شيء ..نفس اناقة ونظافة البناية .. 
نفس حارس البناية الذي حياها بإندهاش ...صعدت الي طابقهم برهبة واخرجت مفتاح الشقة من حقيبتها ...يداها المرتعشة فشلت مرات عدة في ايجاد ثقب المفتاح قبل أن تنجح في ادخاله اخيرا .. لدهشتها لم يتغير شيء البتة في الشقة ...كانت كما تركتها بل
و

المكان كان يبدو عليه النظافة الشديدة والاهتمام... نظافة المكان تدل علي انه ينظف بصورة دورية ويلقي الاهتمام اللازم..
كانت تري عمر يبتسم في كل ركن .. كيف لم تدرك انها عاشت اكثر من سنتين في الجنة انها الآن تري الجنة واضحة بعد ان انقشع الضباب الذي كان يغشي عيونها ويمنعها من الاستمتاع بالحب ...تجولت في الشقة وهى تبكى ..طوال اقامتها هنا لم يبكيها عمر يوما سوى يوم طلاقهما المرير.. علي هذه الاريكة بالذات امام التلفاز اسمعها عمر احلي عبارات الغزل والهيام .. تناست سبب قدومها الاساسي واخذت
تلمس كل شبر من الجدران لتتذكر ملمسها ..في غرفة نومهما السابقة عيناها جالت علي الفراش الضخم الذي جمعهمها سابقا .. فتحت الخزانة لتري جميع ملابسها معلقة بنظام في اماكنها ...كل شيء كما تركته تماما بلا ذرة واحدة من الغبار ...بعد طلاقهما والدتها جمعت حقيبتين بالملابس والباقي ظل كما هو لم يتخلص منه عمر ...حتى زجاجة عطرها المستعمل مازالت تتربع في مكانها علي طاولة الزينة .. شعرت كأن يد عصرت قلبها بقوة عندما وقعت عيناها علي صورة زفافهما الكبيرة التى اصر عمر علي وضعها علي الجدار في مواجهة الفراش يومها ارادت أن تختفي ولا تسمح للمصور بتصويرها واليوم تتمنى لو انه اخذ الف صورة يومها ...
طاولة السفرة كانت ابعد مكان استاطعت الوصول اليه قبل اڼهيارها جالسة علي احد مقاعدها الانيقة...قبل 7 سنوات عمر اصر علي اختيار الافضل وقد اثبت تميزه فعلا فالاثاث كان كأنه خرج من معرضه للتو ...
تذكرت عمر اثناء طعاهما عندما كان يغازلها ...في ايام زواجهما الاولي عندما كانت اكثر حرية وكانت تسمح له بالتعبير ...كلماته تردد في اذنيها فريده انا بحبك وهعيش عمري كله احبك
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 40 صفحات