هويد بقلم لولا الجزء التاسع
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
الفصل 25
بعد اسبوع
انتهي الطبيب المعالج من فك الجبيره الموضوعه علي قدم مسك متحدثا بعمليه حمد الله علي السلامه الحمد الله الكسر اللي في رجلك اتعالج بس علشان رجلك ترجع زي الاول وتقدري تمشي عليها بشكل طبيعي لازم تعملي جلسات علاج طبيعي وده الجزء الاهم في العلاج
انا هكتب لك علي اسم دكتور علاج طبيعي ممتاز تتابعي معاه وان شاء الله رجلك ترجع زي الاول واحسن!!!
بعد انصراف الطبيب جلس الدكتور عمر امامها ينظر الي فيروزتها الشارده وملامحها الجميله الحزينه فهو يعلم ما تمر به من صراعات!!!
تحدث بلطافه مخرجا اياها من شرودها حمد الله علي سلامتك يا دكتوره مسك!!
هتف الدكتور عمر معاتبا اياها لسه بس التشاؤم ده كله ان شاء الله هتكملي دراستك وترجعي لحياتك من تاني انتي لسه صغيره والعمر كله قدامك
هتفت مسك ساخره پألم حياتي !!!
انت متفائل اوي انهي حياه وانهي عمر وانا اللي اكتشفت اني كنت عايشه في كدبه كبيره اوي من وانا طفله صغيره
الانسان الوحيد اللي حسيت معاه بالامان والحمايه
ودلوقتي بقيت في الشارع!!!!
بقيت في الشارع زي المشردين ومعنديش مكان يلمني ويحميني من اللي عاوزين ينتقموا مني بسبب ذنب ماليش يد فيه
كانت تتحدث ودموعها تسيل انهارا علي وجنتيها البيضاء التي اصطبغت باللون الاحمر من شده البكاء
شعر عمر بنغزه قويه في قلبه حزنا علي حالها
مشاعر غريبه عليه تجتاحه ويشعر بها في حضرتها
نفض راسه من افكاره ومشاعره الغريبه عندما ارتفع صوت نشيجها ومد يده يضغط علي كفها الرقيق يدعمه اهدي يا مسك علشان خاطري اهدي ومټخافيش من حاجه طول ما انا جنبك انا معاكي ومش هاتخلي عنك هساعدك وهتكملي دراستك وهتاخدي حقك من اللي ظلمك مش عاوزك تشيلي هم حاجه ابدا !!!!
ثم صمتت لثواني وتابعت بهجوم ساخر اااه اكيد قلت دي مقطوعه من شجره وملهاش حد هتبقي لقمه سهله
تابعت پشراسه وعيون تلتمع من شده الڠضب كانها امواج بحر عاتيه تطيح بما امامها جعلته يغرق في بحرها الهائج بنفس راضيه بس لا يادكتور انت غلطان لان مش انا اللي اعمل كده مهما كانت الظروف عمري ما ابيع نفسي حتي لوهموت من الجوع
ابتسم عمر بخفه وقد اكتشف فيها جانبا اخر من شخصيتها جانبا شرسا اعجبه بشده وتابع بهدوء خلاص خلصتي محاضرتك
اولا مش هزعل منك علي الكلام الي قلتيه لاني مقدر الحاله النفسيه اللي يتمري بيها وليكي حق ماتثقيش في اي حد بسهوله بعد اللي حصل لك
بس انا عاوز اوضح لك نقطه بسيطه انا مش عاوز منك حاجه ولا عاوز استغل ظروفك كل ما في الموضوع ان انا اللي خبطك بالعربيه وانا اللي اتكفلت بعلاجك علشان اصلح غلطتي
وانا دكتور محترم ومش محتاج لواحده بنفس ظروفك علشان استغلها لا ديني ولا اخلاقي وتربيتي تقبل بده
واخر حاجه انا لما عرضت مساعدتك علشان لمست الصدق في كلامك وحسيت بالظلم اللي اتعرضتي له وحسيت ناحيتك بالحمايه واني لازم اساعدك واحميكي بدافع انساني مش اكتر ده لو انتي حابه طبعا
اما لو مش حابه فانا بسحب كلامي وبعتذر منك وكمان تقدري تفضلي في المستشفي هنا لحد ما تخلصي العلاج الطبيعي وتظبطي امورك لاني زي ما قلت متكفل بعلاجك عن ادنك !!!
وغادر من امامها وهي تشيعه بنظرات حزينه اسفه وشعورها بالخجل منه فهو لم يغلط بحقها وهي من هاجمته بكلماتها السامه
ارجعت راسها المشوش للخلف وهي حقا لا تعلم ماذا تفعل او ما هي خطواتها القادمه!!!!
هل ترحل وتواجه قسوه الحياه بمفردها
ام تقبل مساعده عمر لها
بعد يومين
كانت تستند علي عكازها وتسير برفقه الممرضه في رواق المشفي والتي لاول مره تراه وتخرج من غرفتها منذ افاقتها من الغيبوبه
فوجئت بالمستوي الرفيع للمشفي فيبدو انها مستشفي خاص جدا
طلبت من الممرضه ان ترشدها الي مكتب الدكتور عمر فهي تريد الاعتذار منه فهي لم تراه طوال اليومين المنصرمين فعلي ما يبدو انه يشعر بالضيق منها ومن حديثها
وقفت امام غرفته التي ارشدتها اليها الممرضه فلفت نظرها واستغرابها المسمي الوظيفي له المدنون علي باب حجرته نائب المدير!!!
طرقت علي الباب فاستمعت الي صوته الاجش يأذن لها بالدخول
فتحت الباب فكان يجلس خلف مكتبه مرتديا نظارته الطبيه ويقرأ احد تقارير المړضي ويبدو عليه التركيز الشديد
هتفت بصوت خجل منخفض ممكن ادخل
رفع راسه من الاوراق امامه ببطيء عندما وصل الي مسامعه صوتها الرقيق العذب!!!
ظن في باديء الامر انه يخيل له صوتها فهو طوال اليومين الماضيين يمنع نفسه من الذهاب الي غرفتها حتي لا يضغط عليها الي جانب رغبته من التاكد من ماهيه شعوره الغريب نحوها
اشرق وجهه بابتسامه واسعه ما ام ابصرها امامه وشعو بنفس الشعور اللذيذ الذي يدغدغ مشاعره في حضرتها ولكن بصوره اقوي واعنف ولكنه سعيد وبشده
استجمع صوته وهتف مرحبا بها وهو يعتدل في جلسته يمنع نفسه من الذهاب اليها ومساعدتها في سيرها بالعكاز اهلا يا مسك اتفضلي
سارت علي مهل حتي جلست امام مكتبه فهتف عمر مستفهما سبب قدومها اليه ياتري ايه سبب الزياره الغير متوقعه دي لمكتبي المتواضع
هتفت مسك بخجل وهي تفرك يديها في بعضها خجلا وتوترا انا جايه اعتذر لحضرتك عن الكلام اللي قلته اخر مره
تحدث عمر بابتسامه صادقه مفيش داعي للاعتذار انا نسيت اصلا انتي قلتي ايه
تابعت مسك يخجل اكبر اصل اما حضرتك ممرتش عليا زي عادتك فقلت اكيد حضرتك زعلان
اتسعت ابتسامته اكثر واكثر وتابع مفسرا قلت لك مش زعلان كل الحكايه اني كنت مشغول شويه
هتفت مسك بتاكيد طبعا اكيد
حضرتك وراك مسؤليات كتيره
ثم صمتت تحاول ان تقول ما جائت من اجله ولكنها تشعر بالحرج الشديد منه ففهم عمر بفراسته انها