شيماء الجزء الرابع
مقعده بيدها و رفعت عنقها المثير و هي تقترب من المرآة الأمامية أغلق هاتفه و قرر الثبات بمحله رغم أنه كان بإمكانه العودة بجسده إلى الخلف لكنها كانت قريبة بشكل مهلك جعله يتناسي جميع أفكاره بالابتعاد عنها و ترك رائحتها الجميلة تخترق أنفه و كأنها تنعشه بينما قالت غافلة عن عينيه التي ارتكزت وتخبره أمر ما و كأنها تزداد بهاء وفتنة كلما اقتربت تدفعه إلى نسيان أحاديثها الجافية و طريقتها السيئة و أسلوب حياتها الخاطئ وكأن الاحتيال على الناس لا يكفيها أصبحت سارقة عقول أيضا _
عقدت حاجبيها حين وجدت الصمت هو المقابل منه و أدارت رأسها تنظر إليه و ليتها لم تفعل حيث شهقت بخجل واضح حين وجدت حالها داخل أحضانه و حاولت التراجع لكن من فرط توترها صدمت صدره و اتسعت عينيها حين عقد حاجبيه و رفعت يدها التي تستند إليها بعفوية ملاذها منه داخل مقلتيه الساكنة وكأنها تخبره بصمت أنها لا تجيد الاعتذار و لكنها نادمة وهي هنا تحاول التعبير عن كل هذه الضجة داخلها أم أن هذا ما يتمنى أن تخبره به مشاعره تراقصت داخل عينيه و بين خيبة و أمل تمكنت تلك الفاتنة من إشعال فتيل غضبه منها وعليها
نيرة حبيبتي
جاء صوت شقيقتها الخائڤ وهي تتلفت حولها و تقول بخفوت _ سديم في واحد اسمه سليم بيقول أنه عارف كريم و سألني عليه و عليك و طلب مني امشي معاه و كلمت سامح قالي أركب معاه و أنا خاېفة أوي
طيب أنت فين ياحبيبتي
نظرت حولها وقالت بړعب واضح _
أنا معاه في عربيته وهو دخل عند كريم المستشفى بس أنا مړعوپة ياسديم
ابتسمت لها شقيقتها و هزت رأسها بالإيجاب و قالت برقة بالغة _ أنا خۏفت يا سديم خالص افتكرت حد تبع سامح
أنهت الحديث مع شقيقتها وارسلت إلى كريم رسالة نصية ثم رفعت هاتفها إلى أذنها و انتظرت لحظات قبل أن تقول بهدوء _
استمتعت إلى رده و قالت بنبرة ساخرة و ثبات _
والله وأنت بقا حددت إن سليم مش هيضرها طيب المرة الجاية ابقا فكر حلو قبل ما تتصرف شكلك مش واخد بالك إن سليم لو عرف بالطريقة دي أول واحد هيتضر فيه هو أنت أصل أنا مش هلبس ليلة مش بتاعتي ولو اتكررت الحركة دي تاني مش هتشوف وشي فعلا
أغلقت هاتفها ثم أغمضت عينيها لحظات وكأنها تحاول إعادة تنظيم أفكارها بعيدا عن كل تلك الضغوط تنهدت و أردفت بامتعاض من تطور الأمور من حولها بشكل مريب وخارج عن إرادتها _
كدا سليم لازم يعرف ولازم نتحرك دلوقت نروحلهم
رفع حاجبه و كاد يتحدث لكنها اعتدلت بجلستها ورفعت سبابتها تقول بحدة بالغة و نظرات مشټعلة _
أنا معنديش أي استعداد إني اغامر بأختي عشان تخبي على سليم أنا مش هدخلها في القرف دا مهما حصل
تنهد وقال محاولا تهدئتها حين وجد يدها تتجه إلى مقبض الباب و كأنها على استعداد الهرب منه دون أن تستمع إليه _
مكنتش هعترض أنا اقدر أضمن سليم و هعرف اتفاهم معاه و متقلقيش هو لا يمكن يضر نيرة قوليلي فين مكان كريم دا
عقدت حاجبيها وسألته _ هتيجي معايا وتقوله إنك عارف
سألها بتلقائية _ أومال هسيبك تتورطي معاه لوحدك وأنا أصلا اللي جايبك هتروحي تقوليله إيه أنا دخلت عيلتك اخدعكم من دماغي ده مش ذنبك عشان تتحمليه
حدقت به بذهول و أجابت _
عايز تروح تقول لابن عمك إنك أجرتني عشان اخدعهم وبعدين دا شغلي مش ذنب و أنا متعودة على كدا أنت بتدفع لسامح مقابل اللي بيحصل دا كله
رفع حاجبه و أجابها باستتنكار _
مش دي الحقيقة أنا فعلا اللي جايبك و أنت هتعملي كدا دلوقت عشان أختك مش عشان سامح و شغل زي مابتقولي و أكيد مش هسيبكم في ورطة و هي مړعوپة كدا و أقف اتفرج عليكم و أقول أنا بدفع لخالها
أنهى كلماته و تحرك بسيارته و هي لازالت تحدق به بأعين متسعة و عقلها يحاول استيعاب ما قاله الآن وكأنها لأول مرة تتعرض لهذا الدعم و رغم صډمتها من فعلته إلا أنها تمتن له بشكل غير معهود لأول مرة يدعمها أحدهم منذ ۏفاة والدها صرامته الآن بالحديث و إدراكه أنها تفعل هذا لأجل شقيقتها ذكرتها بأبيها الحبيب حين كان يبتسم لها و يخبرها أنه سوف يدعمها لأنها تتحمل مسؤلية شقيقتها الصغيرة رغم صغر سنها
اعتدلت بجلستها و نظرت خارج النافذة بأعين دامعة حين هاجمتها ذكريات أبيها الغالي و أفاقها من شرودها حين رفع يده بالمحارم الورقية و تلك البسمة اللطيفة قد زينت وجهه يقول _
امسحي ودنك و خلي ايدك عليها لحد ما نوصل المول القريب
عقدت حاجبيها و لكنها آثرت الصمت و نفذت ما قاله و عقلها لازال داخل حلقة ذكرياتها التي لم تغادر عقلها منذ تعرفت على هذا الرجل وعائلته
أوقف السيارة و هبط منها يقول باعتذار _
دقايق وجاي
رفعت هاتفها إلى أذنها وحاولت التواصل مع كريم هاتفيا لكنه رفض المكالمة ظهر التوتر على ملامحها و أعادت الإتصال ب سامح الذي رد متسائلا بفضول _ عملتي إيه مع سليم نيرة بخير
رفعت حاجبها و أجابت ساخرة _ إيه الحنية دي على العموم آسر قال إنه هيتصرف مع سليم خد بالك عشان متبوظش الدنيا
كانت تخشى أن يفسد ترتيباتها أو يشعر بالريبة من كتمانها لأنه لازال يظن أنها سوف تزف إليه خبر استيلائها على أملاك عاصم قريبا و ماهي إلا خطة تحاول حبكها جيدا ليس إلا
أغلقت الهاتف بعدما تحدث قليلا معها و أخبرها عن معلوماته الجديدة عن عاصمونظرت إلى التوقيت يقترب منها و في يده حقائب مشتريات و دار حول السيارة يضعهم بالخلف عدا واحدة أبقاها في يده ثم دلف يجلس بجانبها ويضع الحقيبة فوق ساقها وهو يقول بهدوء _
ألبسي دا عشان أختك متقلقش لما تشوفك
لم ينتظر ردها بل مال بجزعه العلوي و أخرج صندوق الإسعافات الأولية يعبث بها وهو يقول _
أنا مش عارف إزاي نسيت إني معايا هنا العلبة
أخرج المعقم و القطن ثم رفع ذقنها بطرف أنامله و بدأ يضعه فوق جرحها وهو يقول باهتمام _ بصي هتحسي پألم خفيف أوي بس هتبقي تمام متقلقيش
سرت قشعريرة خفيفة بجسدها حين وضع القطن المعقم فوق جرحها و رفعت يدها بعفوية تقبض بقوة على يده و واصل مايفعله إلى أن وضع الضمادة الصغيرة و ارتسمت بسمة صغيرة فوق شفتيه حين وجدها لازالت تغمض عينيها بتوتر و ترفع كتفيها و هي تضم الحقيبة إلى جسدها بقوة تأملها لحظات ثم أردف بعبث و يرتب الأدوات داخل الصندوق بيده الحرة و يعيده إلى مكانه _
محتاج أسوق بالإيد دي
أدركت حديثه وتركت يده على الفور ثم رفعت أناملها تتحسس الضمادة بحرج و تقول بتوتر _ مأخدتش بالي على فكرة
ابتسم و اعتدل بجلسته يقول بهدوء _ براحتك على فكرة
بدأت تعبث بالحقيبة التي جلبها ثم أفرغت محتوياتها وهي تقول بدهشة _ إيه دا عرفت مقاسي منين
لم يتحدث بل اكتفى ببسمة صغيرة و واصل القيادة متجنبا النظر تجاهها أثناء تبديل ملابسها ولاحظت هي ذلك حيث كانت تنظر إليه و هي تسرع بارتداء القميص الذي جلبه إليها و دهشتها تزداد من تصرفاته تجاهها اليوم رغم حديثها الجاف لم يتركها بل هو معها
اتسعت عينيها من أحكامه المسبقة عليها
و بللت شفتيها تهمس بنبرة مټألمة _
هو فعلا شريك ليا أوعى بقااا
أزاحت يده و انصرفت تعود إلى غرفتها غاضبة منه ومن حالها أيضا ما الذي تنتظره منه لتزداد ظنونه تجاهها و يحدث ما يحدث
الفصل الرابع عشر وجه جديد
منذ أن وافقت نيرة على تواجدها معه بالسيارة وهي بهذه الحالة الغريبة تلتصق بالباب المجاور لها وتنظر إليه بتوتر واضح أدهشه و وزع نظراته بينها وبين الطريق يقول بلطف _
أنت خاېفة ولا إيه متقلقيش أنا
رفعت عينيها الفيروزية إليه وحدقت به بصمت لكنه استطاع قراءة رعبها و قد أفصحت رجفة يدها التي تقبض على هاتفها عن مدى رهبتها وخۏفها منه وكأنه وحش يفتك بمن حوله وقع في حيرة و توقف على جانب الطريق يقول بلطف بالغ _
مش أنت وافقتي تيجي معايا نروح المستشفى لكريم سوا ليه خاېفة كدا
هزت رأسها بالموافقة على حديثه و ازدردت رمقها پخوف واضح ثم تحدثت أخيرا بصوتها الرقيق وأردفت _
سوري أنا أول مرة أركب مع حد غريب
عقد حاجبيه حين تسلل صوتها الرقيق إلى أذنه باعتذارها عن خۏفها منه ماذا تفعل تلك الفتاة الفاتنة نظر إلى الأريكة الخلفية ثم وإليها وأردف مبتسما بلين _
طيب إيه رأيك ترجعي ورا واعتبريني السواق كدا كدا كريم برا المستشفى و رد عليا قالي هيحصلنا على الكافيه فمينفعش تقعدي خاېفة بالمنظر دا واتفرج عليك
هزت رأسها بهدوء و هبطت مسرعة من السيارة و كأنها تفر منه و كادت تتجه إلى الخلف لكنها ارتطمت بقوة بالسيارة حين تدافع رجلان بقوة بجانبها واصطدم أحدهم بجسدها يدفعها بقوة ناحية طرف باب السيارة و اختل توزانها إثر ما حدث و ارتطمت رأسها بقوة بطرف الباب المدبب و بدأت الډماء تندفع من رأسها بغزارة و تسقط فوق