شغفها عشقاً الفصل الأول
أكثر من عام لجأت لهذه العرافة لتصنع لها ما يعرف بالحجاب من أجل أن تنجب من زوجها خشية أن يتزوج من أخرى، لجأت إلى حيل الشيطان و خداعه الماكر فأنجبت نبتً فاسداً.
صدى رنين الجرس المزعج يدوى فى أرجاء المنزل، تفوق عليه صوت أكثر ضوضاءً لهذه السيدة ذات القد الممتلئ:
"أيوه يالي بترن الجرس، مالك متسربع على إيه!"
"هو أنت؟"
يمسك عرفة فى يديه الكثير من الأكياس البلاستيكية، يتصبب العرق على جبينه يقول إليها بصوت يغلبه الإرهاق و التعب:
"شيلي عني يا وليه"
تناولت من يديه الأكياس و تحدق إليه بإمتعاض و تهكم فى آن واحد:
أخبرها دون أن يعقب على سخريتها المتواصلة منه:
"إنجزي و خلصي الأكل عشان نلحق نوزع الأطباق، مش عايز اسمع كلمتين من المعلم"
سألته متجهة إلى المطبخ:
"و على كدة هينوبنا إيه من لحمة العجل دى؟ "
أطلق زفرة لعلها تخرج ما بداخله من ضيق و ضجر من زوجته فأجاب:
لم تعقب بل أخذت تتحدث بسخط و بصوت لا يسمعه أحداً سواها:
"قال يعنى إحنا مش غلابة"
ألقت نظرة لتتأكد أن زوجها لم يراها فأخذت إحدى الأكياس المليئة باللحم ثم فتحت مجمد البراد و وضعته داخله، و إذا بها تنتفض من صوت صړاخ يأتي من الشقة المقابلة
قالتها و ركضت إلى الردهة، فرأت زوجها يشير إليها بيده قائلاً:
"خليكِ عندك و كملي الأكل، أنا هاروح أشوف إيه، ربنا يستر"
خرج و ذهب ليطرق باب الشقة المقابلة منادياً:
"حاج حسين؟، يا آنسة رقية؟"
فتحت الباب فتاة فى بداية العشرينات، تبكي بخۏف و هلع تخبره من بين بكائها:
"ألحقني يا أستاذ عرفة بابا جيت أصحيه عشان أدي له الدوا ما بيقومش خالص و لا بينطق"