شغفها عشقاً الفصل الثام
نظرة كراهية عمرها ما أتغيرت"
ألقي سيجاره على الأرض و دهس فوقها بحذائه و قال:
"و هافضل أكرهك لحد أخر يوم فى عمرى، عايز تعرف ليه؟، لأنك من يوم ما دخلت حياتنا و أنت واخد كل حاجة الحب و الاهتمام، بينضرب بيك المثل فى كل حاجة حلوة و أنا الشړير اللى بيجيبوا سيرته عبرة"
هز رأسه بسأم و كأنه يرجع الذكريات السيئة داخل رأسه فأردف:
"حتى أمي أنت المفضل عندها رغم إنك ابن ضرتها، ده غير على طول بتقارني بيك كأنك ملاك نازل من السمھا و أنا الشيطان الملعون، لاء و كمان لما أبوك يقرر يجوزنا إحنا الأتنين يخلي الحلوة ليك و الوحشة ليا، ها تحب تعرف إيه تاني؟"
"ياه يا جاسر ده أنت شايل مني على الأخر، بس أحب أعرفك فى الأول و الأخر إحنا أخوات و ياريت تراجع نفسك قبل فوات الآوان، إحنا ملناش غير بعض، أنا و أنت ولاد يعقوب"
لم يجد الأخر رداً بل رمقه بوعيد و ذهب من أمامه قبل أن ينفذ به ما يمليه عليه شيطانه اللعين.
ــــــــــــــــــ
تتجمع عائلة عرفة حول المائدة، تستند هويدا بمرفقها أعلى المنضدة و تضع يدها على وجنتها بحزن، انتبه إليها زوجها فسألها بسخرية:
"مين اللي ربنا يبارك له و مزعلك يا أم محمود؟"
نظرت إليه و عقدت ما بين حاجبيها و قالت:
"أنت بتدعي لمين يا راجل؟، و مين ده اللي يقدر يزعلني"
تحمحم و أجاب بتوتر و إنكار:
"أبداً يا حبيبتي أنا كنت بدعي لك بقول ربنا يبارك لك و بقولك زعلانة ليه"
تنهدت ثم أجابت:
"الواد محمود من وقت ما سافر و البيت تحسه فاضي"