شغفها عشقاً الفصل العاشر
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
༺الفصل العاشر༻
أبي يا من غرّست حُبّ الله في فؤادي، و رسّخت عقيدة التوحيد في أعماقي، يا من كنت لي أُماً في الحنان، و معلماً في الأخلاق، و أخاً في النصح و الإرشاد، نصائحك نورٌ أسير عليه في حياتي، و ابتسامتك ثلجٌ يُطفئ خۏفي و ألمي، بحر قلبي الواسع أنت، و موج عقلي الدافئ أنت، و بياض قلبك بدرٌ في سماء نفسي، و مهما وصفتك فلن أستطع أن أكمل، ليس تهاوناً، و لكن شيء أعمق من ذلك.
في سُرداق العزاء يقف كل من عرفة و حمزة و جاسر لاستقبال من أتوا للتعزية، و كذلك يوسف الذى يكبت دموعه عنوة، يشعر بآلاف من نصال السيوف تهوى على قلبه بلا شفقة، فكان أبيه إليه الأخ و الصديق، رفيقه الذى لا يفارقه فماذا عساه أن يفعل الآن من دونه، فهو الآن لأول مرة يشعر بمعني كلمة يتيم.
"شد حيلك يا بني أنت و أخوك البركة من بعده"
نظر إليه الأخر بعينين شديدة الحمرة من فرط البکاء على والده منذ الأمس و قد أضناه الحزن قائلاً:
"أبويا م١ت يا عم عرفة، ما7تت كل حاجة حلوة فى حياتي، م١ت سندي و ضهري"
أخذ يربت عليه و أخبره بمواساة:
"البركة فيك و فى أخواتك يا بني، ما تقولش كدة هو راح عند اللي أحسن مني و منك"
ردد يوسف و دموعه تتساقط على وجنتيه:
"و نعم بالله، ربنا يرحمه و يغفر له و يصبرني على فراقك يا بابا"
"ما تنشف ياض و بلاش حركات الستات اللى أنت فيها دي، عايز الناس يقولوا يعقوب مخلف عيال فرافير"
رمقه عرفة بامتعاض و بعتاب قال إليه:
"اعذره يا جاسر مهما كان ده أبوه و من حقه يعيط، مش عيب تخرج مشاعرك"
نظر الأخر نحوه بازدراء و تفوه بسخرية:
"لاء و أنت الصادق، هو بيعيط لأنه مش هيلاقي الصدر الحنين اللى كان بيدلعه و كأنه ابنه الحيلة"
ردد عرفة بحزن لأنه يعلم قساوة و جفاء قلب جاسر:
"لا حول و لا قوة إلا بالله، ربنا يهديكم على بعض يا بني"