المغربلين بقلم شيماء
دبلتي منورة ايدك
شيماء سعيد
بشقة كارم
جلس المقعد بجوار والدته يجفف لها خصلاتها بعدما قام بغسله ثم بدأ يمشطه مثل عادته اليومية بعد ۏفاة والده مع حركة المشط على شعرها كانت تردد لها الدعاء تتمنى لو تراه أفضل رجل بالعالم
على الاريكة الأخرى كانت نجوى تتابع الموقف بسخط كبير حنان يجعلها لا تطيق العيش بينهما ابدا كل ما تريده الآن خروجه من المنزل حتى تبدأ تلك السيدة بالأعمال المنزلية و تقوم هي لتتحدث مع أصدقائها و تتابع عملها
انتهت على صوته الهادي
مش ناوية تحضري الفطار من ايدك الحلوين دول يا ام يوسف!
عنينا يا أبو يوسف
سند والدته إلى مكان الطعام لتضع يدها على رأسه قائلة بحنان
ربنا يرضى و يديك يا كارم يا أبن صباح و لا أشوف فيك يوم يحزن قلبي ابدا
ابتسم إليها قائلا
سألته نجوى بلهفة
باب رزق ايه ده يا خويا!
أخذ قطعة من العيش واضعا بها قطعة من الجبن بالطماطم مع القليل من الفول مردفا قبل ان يأكل
ده يا ستي رجل أعمال كبير في البلد عنده اخت المذيعة اللي اسمها هاجر علوان أخته من أمه اللي انتي ياما قاعدة طول النهار على البرنامج بتاعها بېخاف عليها و عايز واحد ابن بلد يبقى معاها طول اليوم خصوصا أن البرنامج ده بيجيب لها مشاكل كتير
حلوة الشغلانة دي يا كارم أهو باب رزق ليك و لابنك
اومأ إلى والدته و هو يكمل طعامه و عينه معلقة على زوجته التي تعجبت مردفة
و
انت بقى هتقعد معها طول النهار يا سي كارم! بقى طول النهار هتكون مع الست اللي بتلمع في الضلمة دي تقع في شبكها لا يا خويا مفيش احلى من شغل الحارة أنا راضية بيه
هو كارم مهما شاف ستات يقدر يشوف واحدة ست في جمالك و حلاوتك يا أم يوسف بس ده شغل يا بت اكل العيش حاجة و الحب حاجة تانية في القلب يا بت
عودة مرة أخرى لفارس المهدي
عتمة الليلة أصابتها بالسكون و كم هذا السكون مخيف قشعريرة قوية على سلسلة عمودها الفقري مع ارتجاف فكها دموعها انحدرت على وجهها لتزيد من البرودة حولها
نزلت ببصرها على نفسها لتغلق عينيها سريعا لا تصدق أنها بفراش رجل غير قادرة على رؤية ملامحه واضحة مع عتمة المكان
رغم إني مكنتش في وعي بس أنتي مش هتخرجي من هنا بعد النهاردة كلك على بعض بقيتي مختومة بختم المهدي و طريقنا بقى واحد
أغلقت عينيها مردفة بهمس متقطع
سبني أخرج من هنا لو سمحت كفاية أوي اللي حصل
هتروحي فين الساعة اتنين أهدى أنا أكيد بعد اللي حصل مش هتخلي عنك إلا لما أعرف حكايتك ايه بظبط
بكل قوتها ابتعدت عنه قائلة پغضب
ابعد بقى حكايتك إنتهت اسمي بقى
لم تشعر بنفسها أبدا و لم تجد طريقة أمامها للفرار من هذا الموقف إلا عندما أخذت العطر الموضوع أمامها و سقطت به على رأسه لن تتحمل خوض تجربة اقترابه منها من جديد فهي تعلم كيف يراها الآن أطلقت صړخة قوية قبل أن تركض للخارج
الفصل الرابع
بداية الرياح نسمة
حي المغربلين
الفراشة شيماء سعيد
تركض بالطرقات بلا هوية أو هدف خائڤة من عتمة الليل و المكان الخالي من المارة لا تعلم أين هي أو إلى أين ستصل أنفاسها تتصارع مع صداع رأسها عينيها غارقة بالدموع
انتهت فريدة المدللة أصبحت رماد العالم وقف عند نقطة معينة يرفض التحرك منها كلماتها الأخيرة بعرض نفسها عليه الشيء الوحيد المتكرر برأسها
عصت الله و أضاعت ثقتها بنفسها و ثقة جليلة بها نظرت للمكان حولها أخيرا هي أمام بيتها و لكن كيف ستدخل
أزالت دموعها بطرف أصابعها ثم صعدت إلى شقتها حمدت الله ألف مرة على عدم وجود أحد مستيقظ بالحي
تتقدم خطوة إلى الأمام و ألف خطوة للخلف