المغربلين بقلم شيماء
منها و كانت بشعة إلا أنه رآها أجمل ما دلف إلى فمه سارت مع نساء العائلة و مرت من أمام غرفته قبل أن تدلف للغرفة المجاورة و الخاصة بفارس
بقيت بمفردها بغرفة تكاد تختنق بها و باب مغلق عليها ظلت بثوب زفافها ملقية بجسدها على الفراش ربما تكون مازالت تتنفس إلا أنها فارقت الحياة مع آخر جملة سمعتها منه آسف بس الموجة عالية جوي المرة دي
بخفوت أغلق باب الغرفة خلفه تحول من شقيق العريس و شاهد على عقد الزواج إلى العريس نفسه خطڤ نظرة سريعة لها قبل أن يدلف للمرحاض تائه لا يعلم ماذا يفعل أو على الأقل ما يحدث حوله
فرحة أنا عارف إنك صاحية لازم نتكلم
ارتجفت أصولها هم بالصعيد و هذه من المفترض ليلة زفافهم أخذها عقلها إلى مكان بعيد لتصرخ بكل قوتها و هي تنكمش بآخر زاوية بالفراش
فارس أنا فرحة بنت عمك و حبيبة عثمان أرجوك بلاش تعمل أي حاجة تكسر اللي باقي مني أنا تعبت أوي النهاردة و مش قادرة أتحمل كل ده
مټخافيش يا فرحة إنتي أختي مش بس بنت عمي اللي حصل تحت إنقاذ موقف مش مطلوب منك تعملي أي حاجة ربنا العالم إنتي عندي إيه زيك زي هادية أختي بالظبط نامي على السرير و أنا على الأرض بكرا لازم تنزلي معايا القاهرة عندي تصوير الواحد مش قادر يتكلم خالص النهاردة
طيب و الناس اللي تحت دي هتعمل فيهم إيه يا ولد عمي!
تعالي و مټخافيش يا فرحة
عثمان مستحيل يتخلى عني يا فارس صح!
تأكد من نومها ليريح جسدها على الفراش و هو يبتسم على نفسه بسخرية من بقائها بثوب الزفاف أخرج من خزانة الملابس الخاص و ذهب به إلى الشرفة أنتهى من كل شيء و أخذ وسادة مع شرشف خفيف دثر جسده به قائلا بسخرية
شيماء سعيد
تقف خلف باب غرفتها تسمع أحاديثهم بالخارج ضحكته المعبرة عن سعادته مثل السم القاټل لها رفعت هاتفها لترى رسالته الأخيرة بالصباح الليلة هنكون لبعض قصاد الكل يا حب عمري كله
كڈبة صغيرة بلحظة طيش لتنتهي بأخذ قطعة من روحها و هي فقط عليها المشاهدة
سقطت دموعها و ارتجف فكها بداخلها صړخة مكتومة لا تقدر على إخراج جزء بسيط منها دقاتها تتألم و أنفاسها تأخذها بصعوبة على عدة مراحل
بالخارج
يجلس عابد يتأمل ملامحها التي وقع بغرامها من اللحظة الأولى فريدة حبيبته من ثلاث أعوام و كلما أقترح عليها الزواج أجلت الأمر يعلم أنه أخذ تلك الخطوة دون العودة إليها إلا أنه سعيد سعيد جدا
ترك الحاج منصور و جليلة بعض المساحة لهما ليبقى معها بمفرده إقترب من مقعدها قائلا بشوق
أخيرا الحلم اتحقق يا فريدة
لم تجيبه استكفت فقط بإعطاء إبتسامة مجاملة إليه تعجب من صمتها و تعجب أكثر من عدم وجود خاتمه الخاص بكفها سألها بقلق بالغ
مالك يا فريدة انتي مش مبسوطة إننا هنكون سوا!
ابتلعت لعابها بتوتر لا تريد أن تجرحه بأي كلمة فعابد رجل فريد من نوعه رفعت رأسها لترى نظرات جليلة المحذرة فهي حمقاء بالحديث و قليلة الذوق بكثير من الأوقات فركت بأصابعها قائلة بنبرة هادئة
أنا كويسة يا عابد و مبسوطة
مد يده يضم كفها إليه قائلا بحماس
طيب يا حبيبتي يبقى نقرأ الفاتحة إيه رأيك
ردت عليه بسرعة البرق قائلة
لا لالا يعني أنا حابة أبيه فاروق يكون موجود في يوم زي ده
أومأ لها رغم معرفته لعدم حبها لفاروق و شعورها الدائم بالنقص و عدم الأمان بسببه مرت الجلسة على خير و بطريقه إلى الخارج لمح طيفها تقف خلف باب غرفتها ثبت مكانه لعدة ثواني مع رؤية دموعها المتساقطة مثل قطرات الندى على أوراق الشجر
بالداخل كان مع حبيبته و لم يشعر بما يتحرك بداخله الآن قلبه يدق مع نغزة قوية لا يعلم مصدرها