رواية جراح بقلم سارة
يعلم أنها تعشقه و بشدة و لكن ما يفعله هو يبعدها عنه
في قاموسه لا يوجد معني للحب لا يعترف بما يسمي الحب
و في شرعه هذه تفاهات لا ينبغي التطرق إليها!!!
و أحيانا يدفعها الي فيضان من المشاعر و يتركها وحدها لتقع صريعة هذا الفيضان
نور لو سمحتي ما تطلبيش الطلب دة تاني!
قالها حسام بصرامة اعتادتها هي منه لتقف أمامه و قد ضمت يديها و قالت بتحدي لم يعهده منها
جز علي أسنانه و قد ارتسمت خطوط حمراء في عينيه كل هذه العلامات التي تدل علي غضبه لم تجعلها تتراجع
هو اعتاد عليها ضعيفة منكسرة
كلمات الطاعة هي دائما التي يسمعها منها!!
و لكن الآن يشعر بشيء من التمرد يتسلل من كلامها و من عينيها المثبتة في عينيه دون خوف
طيب ممكن تهدي عشان نعرف نتفاهم!!
فردت قائلة و قد بدأ
تأثيره يظهر عليها
نتفاهم في أية يا حسام انت متخيل أن احنا ممكن نرجع لبعض يعني مش كفاية اني قعدت خمس سنين مستحملة طريقتك الجافة في التعامل معايا رغم أن انت عارف اني بحبك و بهدلتك ليا و آخرها تقوم متجوز عليا ليه!
فلما تحمله فوق طاقته
يا نور أنتي مش غريبة عني انتي مراتي و عشرة عمري و مش
قاطعته هي قائلة بحزن
و حبيبتك!! للأسف يا حسام أهم حاجة مقولتهاش انا بعدت عنك عشان تحس بقيمتي و أنت بدل ما تعمل كدة عاندتني و رحت متجوز عليا
وجعك!! و عشان انت اتوجعت قولت اما خليها تحس بالۏجع دة شوية صح!
لا كنت غبي ڠضبي سيطر عليا ساعتها و محستش بغلطي غير لما شوفتك قدامي لما شوفتك قدامي يا نور نسيت كل حاجة عمر الحب ما كان بالكلام و انا مش لازم اقول بحبك عشان تعرفي اني بحبك كفاية انك تحسيها في افعالي يا نور!!
و للأسف يا حسام انا عمري ما حستها في أفعالك!!
أم أنه بالفعل ظلمها إلي درجة أنه لم يقدم لها أي شيء طيب!
بعد غياب عام كامل لا تنكر تأثير قربه هذا عليها الذي ظهر في
دقات قلبها المتمردة
صوت دقات باب غرفتها أفزعهما لتدفعه هي بعيدا عنها بشيء من العڼف لينظر لها بتعجب و هي تقول بأنفاس متقطعة
فتح الباب لتدلف منه والدتها و هي تقول بابتسامة ودودة
ها يا حسام عرفت تصالحها و لا لسة!!
ابتسم و قال بنبرة واثقة
اة يا طنط أحنا خلاص أتفقنا نور هترجع معايا النهاردة
اتسعت عينيها پصدمة و هي تنظر له فاغرة فاهها و قالت بعصبية
لا متفقناش أنا عندي شروط عشان ارجع معاك!!
ابتسم باطمئنان فقد توقع منها الرفض لكن إذا كان مبدأ الموافقة موجود فلا بأس في سماع شروطها تلك!!
أولا تغير معاملتك معايا يا حسام تحسسني اني حبيبتك فعلا علي الأقل حاول يا سيدي
هز رأسه بموافقة علي ذاك الشرط لتكمل هي
ثانيا بقي و دة الأهم
تطلق مراتك التانية يا حسام عشان نبدأ حياة طبيعية غير مشاكل!!
معلش يا نور بس الطلبة بالذات مينفعش بعيدا عن أن سما بنت خالتي بس كمان هي حامل!!
أغمضت عينيها و ذاك النبأ يقع على رأسها كصخرة ثقيلة فها هو شيء آخر يرجح كفتها لديه
فإذا كانت هي عقيمة و لم تستطع أن تأتي له بالطفل الذي كان يحلم به فستأتي به هي!!
نظرت نحو والدتها و عينيها مغرورقة بالدموع لتنقذ والدتها قائلة
بس أنت مقولتش الكلام دة قبل كدة يا حسام!!
انا لسة عارف الخبر دة النهاردة قبل ما آجي!!
لترد نور عليه بمرارة تتفوق علي محاولتها للشعور بالسعادة له لكونه سيكون أب
مبروك يا حسام!!
الټفت نحوها و قال بحزن لشعوره بألمها
أنا كل دة ما يهمنيش يا نور علي قد ما يهمني انك تبقي جنبي!!
هزت رأسها بموافقة و قد عادت تلك القطة الوديعة التي لا ترفض له طلب و قالت
بس أنا ليا طلب طالما هتكمل معاها يبقي تجيبلي شقة تانية لوحدي انا مش هقدر أقعد معاها في بيت واحد و أشوفها بتشاركني فيك
و انا موافق بس هتيجي معايا النهاردة الفيلا و من بكرة الصبح هتنزل نشوف الشقة اللي تعجبك و في ظرف كام ساعة هتتفرش ها قولتي اية!
قولت موافقة طالما هبقي جنبك!!!
بعد كل تلك الخطط التي رسمتها لتقترب منه و بعد تلك السنوات التي عاشت فيها تتألم لبعده عنها و وجوده بجانب أخري
عادت هي مرة أخري لتسلب منها الأمل الذي أعطته لها الحياة عادت لټخطف قلبه مره أخري!!
زفرت و هي تمسك بهاتفها و تراه يضيء باسم المتصل بها وضعته علي أذنها و هي ترد قائلة بغل
ايوة يا ماما
ايوة يا حبيبتي عاملة اية مع حسام و مال صوتك!!
موكوسة بنتك موكوسة يا ماما معرفتش اكرهه فيها و
اهو راح يرجعها تاني النهاردة!!
اهدي بس يا سما بتتكلمي علي مين!
هكون بتكلم علي مين يعني علي السنيورة مراته نور!!
يا خړابي انتي مش قولتيلي انه خلاص هيطلقها!!
ايوة انا حسيت منه كدة بس فجأة النهاردة الصبح لقيته بيمهدلي الموضوع و بيقولي انه هيرجعها لا و اية بيقولي انه ميقدرش يعيش من غيرها فاضطريت اني
أنك اية يا سما!
أكملت قائلة بتوتر
اضطريت اقوله اني حامل عشان ميطلقنيش لو هي طلبت مني!!
طيب و فيها اية!
يعني اية يا ماما انا مش حامل بجد حسام لو
عرف هتبقي کاړثة و ممكن يبقي فيها طلاقي!!
سمعت صوت ضحكات والدتها و هي تقول
طيب اهدي بس مين اللي قالك انك مش هتحملي منه انتي و شطارتك انتوا بقالكوا شهرين متجوزين و عندك فرصة انك تحملي في الفترة الجاية و تبعديه عنها اكتر و اكتر و بعدين حسام لا يمكن يطلقك لأنه هيخاف علي زعلي فمتقلقيش و صحصحي كدة عشان البت دي مش سهلة!! ابتسمت و هي تمد يدها لتحييه التقط هو كفها بلهفة و هو ينظر إلي عينيها بحب شديد قائلا
اهلا بيكي يا دكتور ليلي
ابتسمت و هي تشير بيدها له كإشارة للجلوس و قالت
اهلا بحضرتك اتفضل اقعد يا استاذ فهد
جلس و هو يقول
انا سمعت ان دكتور محمود ساب المستشفي الكلام دة بجد!!
الأول بس تشرب اية!
قهوة مظبوطه
قامت بطلب مشروبه المفضل و من ثم التفتت له قائلة
للأسف فعلا دكتور محمود باع نصيبه في المستشفي و سافر فرنسا!!
طيب و مين الشريك الجديد اللي مع حضرتك يشرفني اشوفه و اتعرف عليه
نظرت له بتوتر لاحظه هو فقال بتساؤل
هو في حاجة!
تلعثمت قليلا و سرعان ما لملمت شتات أمرها و قالت
لا ثواني هناديه و جايه
اتفضلي
أتجهت ليلي نحو باب داخل غرفة مكتبها و قامت بالطرق عليه مرة أخرى و لم تجد إجابة و هي تعلم أنه بالداخل فاضطرت للدخول دون إذن
فتحت الباب لتجده جالس علي مقعد مكتبه و هو مندمج في الحديث في الهاتف لذلك لم يسمع الطرق علي الباب
وقفت خلفه و هي تسمعه يقول
يا حبيبتي مش هتأخر و الله كلها ساعة و هكون عندك
هل من الممكن أن تتوقف الحياة!
اعتقد
أنه من الممكن فبعد سماعها لتلك الجملة توقف نبض الحياة من حولها!!
شعرت بوخزات في قلبها محاها من ذاكرته و أحب أخري بهذة السرعة!
أما هي فاختارت الټضحية و قررت أن تعيش علي ذكراه يالها من ساذجة!!!
حمحمت بصوت مسموع و قالت بجدية
دكتور فارس لو سمحت في شغل محتاجينك فيه
أشار لها كعلامة للانتظار و هو يقول موجها حديثه لمن يحدثها علي الهاتف
طيب يا لينا ساعة و هكون عندك باي يا حبيبي!!
نهض واقفا أمامها و هو يستمتع بنظرة الألم الظاهرة في عينيها حسنا فليعبث بها كما عبثت به و تفننت في تعذيبه سابقا
قال بنبرة خالية من المشاعر
شغل اية دة!
مدير شركة الأجهزة الطبية اللي بنتعامل معاها موجود و عرف ان محمود باعلك نصيبه و عايز يقابلك
قالتها ببرود و هي تتعمد الا تنظر في عينيه حتي لا ترى نظرات التشفي هذة في عيونه
تمام يلا نشوفه!!
خرجا معا و ما إن رآه فهد حتي نهض و هو يمد يده له ليحييه حيث تولت ليلي مهمة تعريفهما علي بعضهما حياه فارس و أشار له بالجلوس و هو مبتسم
أهلا بيك يا أستاذ فهد اتشرفت بمعرفتك!!
ربنا يخليك يا دكتور فارس حبيت حضرتك تكون موجود عشان هنبدأ في الشغل
تمام
بدأ الحديث يطول و هم يتحدثون عن العمل و كلما لاحظ فارس نظرات فهد المصوبة إلي ليلي و هو ينظر لها بشوق كلما ازداد سخطه
انتهي حديثهم و قام فهد مودعا إياهم و هو يقول
كنت عايز اعزمك يا دكتور ليلي علي خطوبة أختي يوم الخميس و انت طبعا يا دكتور فارس معزوم!!
ابتسامة صفراء صدرت من فارس و هو يقول
هشوف كدة ربنا يسهل
و حضرتك يا دكتور ليلي!
ابتسمت له و قالت برقة
طبعا هاجي يا استاذ فهد الف مبروك ليها!!
الله يبارك فيكي و عقبالك قريب ان شاء الله استأذن انا بقي!!
حاولت كتم الضحكة التي كادت أن تصدر منها و هي تري ملامح فارس تتشنح و هو يراه يقولها لها بنبرة حالمة
خرج فهد ليلتفت فارس نحو ليلي قائلا
پغضب
في أية بينك و بين الشخص السمج دة!!
رفعت حاجبها و هي تنظر له ببلاهة قائلة
في شغل!!
صاح بها و بين لحظة و الأخري وجدت حالها محاصرة بين ذراعيه قائلا
انتي بتستعبطي لآخر مرة يا ليلي هسألك فيه اية بينك و بينه!
نفضت يديه عنها و دفعته پغضب و صاحت هي الآخر قائلا
اسمي دكتور ليلي و
ملكش دعوة يا فارس بيا زي ما انت عشت حياتك و نسيت اللي بينا في يوم و ليله انا كمان هعيش حياتي و هبطل سذاجة
لوي ذراعها فتأوهت هي و سقطت دمعة حزينة علي هذا الحال الذي وصلوا إليه و هي تسمع صوته قائلا
يعني فيه حاجة بينكم اهو طيب بصي يا ليلي خليكي عارفة ان انتي مش هتبقي غير ليا و اي حد هيفكر يقربلك هتكون نهايته علي إيدي صدقيني!!
دفعها بعيدا عنه و نظر لها باستخفاف نظرة أخيرة ثم تركها و انطلق كالعاصفة الهوجاء!!!
كانت تنتظره علي أحر من الجمر و هي تتمني أن تسير خطتها كما تريد فهي تريد أن تتخلص من عبء وجودها معه في أقرب وقت
سمعت صوت المفتاح و هو يوضع بالباب فنهضت و هي تتهادي في