الخميس 19 ديسمبر 2024

عزلاء بقلم مريم غريب

انت في الصفحة 13 من 86 صفحات

موقع أيام نيوز

عند رؤيته للإسم و لاحظت إبنتيه جمود تعابير وجهه
لكنه أعطي أمر بالتحفز لجميع حواسه و أجاب بنبرة تحد 
أهلا بالغالي !
صمت قصير علي الطرف الأخر ثم جاء صوت عثمان الناعم كجلد الأفعي 
إزيك يا رشاد بيه إنشالله تكون كويس !
كويس جدااا يا عثمان 
إنتفضت چيچي إثر سماع إسمه و مضغت الطعام بصورة خاطئة مما تسبب لها في نوبة سعال حادة 
جاءتها أختها بكأس من الماء بينما تابع رشاد مكالمته 
فيك الخير و الله يا عثمان بتتصل عشان تسأل بجد العيش و الملح مابيهونوش 
عثمان بضحكة مجلجلة سمعتها چيچي جيدا منبعثة من سماعة الهاتف 
هو أنا أه ممكن أتصل أسأل عليك بس المرة دي أنا إتصلت عشان حاجة تانية 
خير يا عثمان تساءل رشاد ببرود ليرد عثمان و قد تحولت نبرته تماما من اللين إلي الڠضب الشديد 
إسمعني كويس يا
رشاد يا حداد إبن عمي في المستشفي دلوقتي بسببك أنا عارف إنك كنت قاصدني أنا بس خليني أقولك لو صالح ماقمش بالسلامة زي ما كان أنا همحيك إنت و بناتك من علي وش الأرض ده طبعا بعد ما أنشر الڤضيحة التانية إللي لسا شايلهالك عندي 
رشاد بخشونة 
ڤضيحة إيه 
الفيلم الساخن بتاع بنتك المصونة قالها عثمان بصوته الخبيث و إستطاع رشاد أن يري الإبتسامة الشيطانية التي إرتسمت علي شفتيه الآن دون أن يراه 
تابع عثمان بإسلوبه المنحرف الماكر 
أنا لسا محتفظ بيه بصراحة لو تشوفوا هتفتخر ببنتك أوي ما شاء الله يعني مخلف محترفة عارف لو كنت إتجوزتها أكيد كنت هتبسط معاها أوووي چيچي في نظري كانت أنسب بنت جميلة و بنت بنت عيلة بس نقول إيه بقي هي إللي إستعجلت و مشيت شمال و علي رأي المثل يا خسارة الجمال لما يمشي شمال ثم تنهد بخفة و قال 
يلا بقي أنا مضطر أقفل دلوقتي بس يا ريت متنساش كلامي هه ! إفتكر كويس إني حذرتك يا رشاد بيه قبل ما تفكر تعمل أي حاجة تمسني أو تمس حد يخصني إفتكر الڤضيحة بتاعة المرة الجاية و قدر حجمها كده هيكون أد إيه سلام يا باشا و إبقي سلملي علي چيچي قولها عثمان باعتلك سلام خصوصي أووووي 
و أغلق عثمان الخط و هو يضحك بشدة بينما جرش رشاد بأسنانه و إزدادت حمرة وجهه الغليظ 
دوي فجأة صوت إڼفجار علبة الصودا المغلقة التي كانت بين أصابعه فإنتشر السائل في كل مكان و بلل كلا من چيچي و أختها 
لم تجرؤ واحدة منهما علي سؤال رشاد ماذا قال له عثمان !
فآثرتا الصمت بينما غمغم رشاد و هو يشتعل ڠضبا و غيظا 
بتعجزني يابن ال ماشي ماشي يا عثمان !
في منزل سمر كانت بغرفتها
تغير لملك ملابسها عندما ولج فادي في هدوء ممسكا في كلتا يداه كوبان من الشاي الأحمر 
إقترب ببطء من السرير ثم مد يده إلي سمر قائلا 
إتفضلي يا ستي عملتلك معايا كوباية شاي إنما إيه هتروقك عالأخر 
تطلعت سمر إليه في شك و لكنه بدا طبيعيا للغاية و كأن لم يحدث شجارا بينهما اليوم 
أخذت منه كوب الشاي و لم تستطع إخفاء تعجبها فضحك بخفة و هو يسألها 
إيه يا بنتي مالك مذبهلة كده ليه !
سمر و هي تضع ملك في حجرها 
أصل إللي يشوفك دلوقتي مايشوفكش لما كنت بتزعق و عصبي من شوية !
فادي بإبتسامة 
و أنا يعني إتعصبت و زعقت ليه أكيد إنتي عارفة إني خاېف عليكي صح 
سمر و هي ترد له الإبتسامة 
طبعا عارفة يا حبيبي بس لازم يكون عندك ثقة شوية في أختك الكبيرة أنا دلوقتي يا فادي بقيت مكان ماما و بابا بالظبط إنت و ملك مسؤولين مني و واخدين كل وقتي يعني إطمن مافيش حاجة ممكن تشغلني عنكوا لا راجل و لا غيره أنا ماعدتش بفكر في مواضيع الإرتباط دي أساسا 
طب أولا إنتي غلطانة لأن إنتي و ملك إللي مسؤولين مني أنا أنا هنا راجل البيت قالها بإسلوب مسرحي أضحكه و أضحكها معه و أكمل 
ثانيا أنا واثق فيكي جدا جدا كمان لكن مش واثق في إللي حواليكي يا سمر ثالثا بقي و ده الأهم ليه يا حبيبتي مش بتفكري في الإرتباط لا
تكوني عايزة تقعدي في أرابيزي ! لأ يا ماما ده أنا هزقك بدري بدري عشان أفوق لملوكة عمري أنا دي 
و راح يداعب أخته الصغيرة و يدغدغها من بطنها و أسفل إبطها فيجعلها تضحك بهستريا محببة لديه 
يا سيدي قول يا باسط قالتها سمر بإبتسامة باهتة ليرد فادي بحسه الفكاهي 
يا باسط ياستي عايزاني أقول حاجة تاني ده إنتي قمر يا بت و بكره العرسان هيبقوا طوابير مش هلاحق عليهم يروح واحد يجوا عشرة لحد ما ألاقيلك الزوج إللي هو إللي عليه العين و النية 
ضحكت سمر من قلبها و قالت 
ېخرب عقلك يا فادي ضحكتني عرسان إيه إللي هيبقوا بالطوابير دول هيجوا علي إيه
يا حسرة !!
شوفي يا سمر يا حبيبتي إحنا مش أه معانا فلوس بس الحمدلله ربنا معوضنا بحاجات تانية 
سمر و هي تسأله بدهشة 
ربنا معوضنا بإيه يا فادي 
أجابها و هو يأخذ منها ملك و يجلسها علي حضنه 
أقولك ياستي مثلا ملك معوضها بينا إحنا الإتنين لما بابا و ماما ماتوا أنا و إنتي بقينا مكانهم بالنسبة لها يعني مش هتحس باليتم و أنا أنا بدرس الحمدلله و باقيلي السنة دي و هتخرج و هبقي مهندس زي ما كنت طول عمري بحلم باللقب ده و إنتي يا سمر إنتي أغني مني أنا و ملك 
سمر بفم مفتوح 
هه ! غنية إزاي !!
ربنا مديكي وش جميل إنتي جميلة يا سمر و رأس مالك في جمالك أي راجل غني و معاه فلوس يتمناكي و رفع إصبعه السبابة مكملا بشرط 
بس تعززي نفسك إوعي تحسسي إللي قدامك بحاجتك للفلوس ماتخليش حد يعرف نقطة ضعفك ده إللي أنا طول الوقت بحاول أوصلهولك لازم تستقوي شوية و ماتبقيش سهلة أبدا الكل بيحوم حواليكي و أنا علي أد ما بقدر بوقفهم عند حدهم لكن خۏفي بقي من الناس إللي بتتعاملي معاهم برا مش عارف هتتصرفي إزاي لوحدك !
سمر بعد صمت طويل حاولت خلاله إحتواء حديث فادي كله داخل عقلها 
إنت خيالك واسع أوي يا فادي أنا مش جميلة الجميلات علي فكرة و بعدين أنا مابشوفش حد بيحوم حواليا !
فادي مشددا علي كلامه بصرامة 
عشان أنا موقف الكل عند حده زي ما قلتلك محدش هنا يقدر يهوب ناحيتك و أنا موجود 
رمقته بنظرات ساهمة و قد حلت علي ذاكرتها جميع المواقف ذات الدلالة علي كلامه
مثلا تذكرت مجيئ عم صابر مالك الشقة إلي هنا منذ أيام تذكرت كيف إرتبك عندما وجد فادي بوجهه و كيف أنه حاول إخفاء إرتباكه بكلماته اللاذعة
و تذكرت أيضا كرم شقيق الجارة عطيات التي تسكن فوقها كثيرا ما يدق بابها أثناء غياب فادي بحجة أشياء قام بإسقاطها رغما عنه من الشرفة بالأعلي فتدخل هي بحسن نية و تجلب إليه أشياؤه بإبتسامة رقيقة
و مصطفي الشاب الذي يملك محل كوي الثياب الرجالي هو الأخر يأتي بطلب ملابس فادي و لكن
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 86 صفحات