الخميس 19 ديسمبر 2024

عزلاء بقلم مريم غريب

انت في الصفحة 16 من 86 صفحات

موقع أيام نيوز

رأسها بشيء من التوتر
جاهزة حضرتك.
طيب إتفضلي .. قال و هو يمد لها يده بحقيبته الخاصة
أخذتها منه في إضطراب لكنها تساءلت
أعمل بيها حضرتك
عثمان و قد عاد لجديته ثانية
إنتي مش بقيتي سكرتيرتي
أومأت بالإيجاب ليرد
يبقي كل حاجة تخصني من إنهاردة تحت مسؤوليتك .. ثم قال بلهجة آمرة
إتفضلي هاتي الشنطة و تعالي ورايا.
تبعته سمر و هي تكاد تتعثر من وسع خطواته إلي أن إستقلا المصعد
أخيرا إلتقطت أنفاسها .. أغلق الباب علي كليهما و ضغط عثمان زر الطابق الثالث
لم يحاول أن ينظر لها إطلاقا خلال تلك الثوان القصيرة
بل أظهر برودا بالغا في تصرفاته و بقي متحفظا في شخصيته الواثقة و المغرورة في آن ..
وصل المصعد إلي الطابق المنشود ليخطي عثمان إلي الخارج أولا و يتجه إلي غرفة مكتبه مباشرة دون أن يلتفت خلفه
لحقته سمر و هي تلهث قليلا بينما ينزع هو سترته و يستدير و يعطيها إليها قائلا
خدي الچاكيتة دي علقيها هناك .. و أشار إلي المشجب المستقيم علي بعد مترين من جهة يمين المكتب
أخذتها منه بإضطراب أشد و فعلت ما قاله ثم عادت إليه مرة أخري ..
كان قد جلس مسترخيا وراء مكتبه أخذ يحدق فيها لوقت من الزمن نظراته فارغة غير مقروؤة فعبست سمر متساءلة
في حاجة حضرتك
لم يجيبها في الحال صمت لبرهة ثم قال
و لا حاجة يا سمر .. ببصلك بس تعرفي إن شكلك حلو أوي !
توردت خجلا إثر جملته الأخيرة و أطرقت رأسها بسرعة و هي تعض علي شفتها السفلي بقوة ..
إنتي إتكسفتي مني و لا إيه .. قالها بتساؤل و أردف
الجمال مابيكسفش صاحبه بالعكس . لازم تتباهي بيه !
سمر بتلعثم و هي لا زالت مخفضة رأسها
ح حضرتك .. أنا . مش متعودة حد . يقولي كده !
عثمان ببراءة متكلفة
إتضايقتي يعني .. عموما أنا ماقصدتش أضايقك كل الحكاية إن هي دي طريقتي في التعبير طول عمري متعود أقول رأيي بصراحة .. ثم أضاف بحزن مصطنع و هو يشيح بوجهه للجهة الأخري
أنا آسف لو ضايقتك.
سمر و هي ترفع رأسها بسرعة
لا أبدا .. أنا مش مضايقة بس . زي ما قلت لحضرتك .. مش متعودة حد يقولي كلام زي ده.
مش متعودة حد يقولك إنك حلوة
أومأت له فضحك بخفة و قال
إزاي إللي حواليكي مش مقدرين جمالك أكيد ناس عندهم مشاكل ! .. ثم أكمل و هو ينظر بفضول إلي ذلك الوشاح الذي يحجب عنه رؤية شعرها
بس هتبقي أحلي أكيد لو شيلتي الإشارب ده !
سمر بحدة و هي تضع يدها علي رأسها
إيه لأ طبعا . مستحيل في يوم أقلع الحجاب . مستحيل !
عثمان بإبتسامة مرتبكة
إيه إيه مالك بس إهدي أنا ماقولتلكيش إقلعيه . إنتي حرة طبعا . ده كان مجرد رأي مش أكتر.
عكفت حاجبيها بشيء من الضيق بينما قال عثمان بجدية و هو يهم بمباشرة أعماله
طيب .. إتفضلي إنتي علي مكتبك دلوقتي و يا ريت تبدأي شغلك فورا . إتأخرنا في الإفتتاح و بالتالي شغلنا إتأخر . شوفي شغلك بقي و أي رسايل مبعوتة من برا إطبعيلي منها نسخة و هاتيهالي علطول.
سمر بلهجة رسمية
حاضر يافندم.
و خرجت مسرعة لتتوقف حركة عثمان لحظة أغلاق الباب ثم يطلق زفرة حارة و هو يتمتم لنفسه
إنتي هتتعبيني و لا إيه و لو أنا حاطتك في دماغي خلاص !
في المستشفي .. أمام غرفة صالح
وقف الطبيب المسؤول عن حالته يتحدث إلي أفراد العائلة و يناقشهم بخصوص خطة العلاج ..
الطبيب بنبرة هادئة
يا جماعة آجلا أم عاجلا لازم هيعرف . بس مش لازم نتأخر إحنا في العلاج بالذات العلاج الطبيعي . في أجزاء في جسمه لازم نتعامل معاها بسرعة . ماينفعش الكسور إللي ضهره تلحم علي بعضها كده خطړ !
رفعت بصوت واهن
أنا أكيد مش معارض يا دكتور .. أنا بس خاېف عليه من الصدمة.
الطبيب بإبتسامة
ماتخافش حضرتك أنا بنفسي هقعد معاه و هشرحله وضعه و كل حاجة بخصوص حالته و هو أكيد هيفهم و هيساعدني كمان.
و هنا تدخلت صفية
طيب يا دكتور بعد أذنك .. بلاش نكلمه في حاجة إنهاردة
هو لسا فايق . بلاش عشان مايتصدمش زي ما قال عمي . ينفع بكره مثلا !
زم الطبيب شفتيه بتفكير ثم قال
ماشي يا أنسة حل معقول بردو .. خلاص . يبقي بكره الصبح إن شاء الله هاجيله و أشرحله كل حاجة عشان نبدأ في العلاج بأسرع وقت.
و تركهم بعد أن إتفقوا علي هذا الحل ..
بينما مال رفعت علي الحائط و هو يردد محزونا
بدري عليك يا صالح .. و الله بدري
عليك العجز يابني !
يحيى صائحا بإنزعاج
في إيه يا رفعت هتعدد زي الستات و لا إيه !
رفعت و هو يحدجه بعدائية
إنت ماتتكلمش معايا خالص .. ليك عين تتكلم و إنت السبب في إللي حصل لأبني !
يحيى بحدة
إنت إتجننت صح أنا السبب أزاي يعني شكل زعلك علي إبنك لسا مأثر عليك.
إنت السبب ! .. هتف رفعت بإنفعال و تابع
إنت و إبنك السبب في إللي حصل لأبني . إنتوا الإتنين السبب في رميته دي . بس و رحمة أبوك و أمك ياخويا لو إبني ماقمش و وقف علي رجليه من تاني ه آا ..
هتعمل إيه .. قاطعه يحيى پغضب و قد إتقدت عيناه بلهب مستعر
هتعمل إيه يا رفعت قول .. و شرع في الإقتراب منه لتقف فريال بوجهه و تقبض علي ذراعه قائلة
يحيى ! .. من فضلك خلاص .. ثم إلتفتت إلي رفعت و قالت
و إنت يا رفعت .. إهدا صالح هيبقي كويس ماتقلقش.
و أضافت صفية بسأم ممزوج بالدهشة
يعني بجد مش وقتكوا خالص .. صالح جوا تعبان و إنتوا واقفين هنا بتتخانقوا بجد مش مصدقاكوا !!
و تآففت بضيق و هي تتجه إلي غرفة صالح
بينما وقفا الأخوين يحدقان ببعضهما في ڠضب و تحد ...
في مكان أخر .. تحديدا في كاڤيتريا الجامعة
يجلس فادي مع رفاقه علي طاولة في الوسط كان شارد منذ جلوسه معهم إلي أن أنتشله صوت أحدهم
إييييه ياعم فاادي فينك من الصبح !!
إنتبه فادي لصديقه و أدار وجهه قائلا
إيه يا كيمو .. أنا معاكوا أهو يا معلم كنتوا بتقولوا إيه
صديق ثان
معانا إيه يابني ! إنت من ساعة ما جيت و إنت سرحان مالك يا فادي إنت كويس
رد عليه الأول
ياعم ما هو قدامك زي الفل أهو .. تلاقي بس في حب جديد و لا حاجة !
فادي بضيق
حب إيه ياخويا إنت كمان . أنا فاضي أهرش في راسي !
أومال مالك طيب !
فادي و هو يفرك عينه بأرق
مافيش بس حاسس إني مرهق شوية .. يمكن من السهر و المذاكرة .. ثم قام فجأة ليسألونه رفاقه
رايح فين
فادي و هو يخرج هاتفهه من جيب بنطاله الخلفي
هعمل مكالمة بس.
صديقه المشاكس
أيوه ياعم . و عملنا فيها برئ.
فادي بتهكم
أنا هتصل أطمن علي أختي يا ذكي زمانك.
أختك ماااشي .. إبقي سلملي عليها بقي.
فادي بحدة
إنت هتستعبط ياض !
ضحك الأخير بإرتباك و قال
ياعم بهزر إيه !
رماه فادي بنظرة غاضبة ثم إستدار مبتعدا ليجري مكالمته ...
عند
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 86 صفحات