شغـ،ـفها عشقاً الفصل الثالث
رفعت الأخرى ثغرها جانباً بتهكم و قالت:
"ظروف إيه، أنا لو مكانها كنت استحمل و قعدت على قلب جوزى لحد ما أخد فلوسي من عينيه، لكن هى يا فرحتي خسرت كل حاجة عشانه و فى الأخر اللهم لا شماتة هو اللى باعها"
صاح بتحذير:
"هويدا!، كلمة كمان و هخليكِ تقومي تلمي شنطة هدومك و تروحي على بيت أهلك"
نهضت و تحدق إليه بوعيد:
قالتها و ذهبت فرفع يده فى وضع الدعاء و بصوت خافت قال:
"اللهم ارفع البلاء عنا أو هون علينا"
و فى الغرفة المغلقة، كانت تستمع إلى هذا الحوار من خلف الباب، ذرفت عيناها الدموع بعد أن أدركت غير مُرحب بها حتى فى منزل والدها، لذلك حسمت أمرها، و بالفعل بعد مرور ساعات و الجميع نيام أعدت نفسها للرحيل من هنا فأخذت حقيبتها ثم تسحبت على أطراف قدميها حتى لا يسمعها أحد، لا تعلم بأن زوجة شقيقها تراقبها من فتحة قفل الباب، و حينما غادرت الأخرى وضعت يدها على صدرها و كأن هماً ثقيلاً قد رحل عنها.
※※※
"أتفضلي يا سعيدة، عاملة إيه؟"
تفوهت راوية بترحاب بعد أن فتحت الباب و قامت بإستقبال الأخرى التى أجابت:
"الحمدلله يا ستي بخير"
لكزتها راوية بمزاح قائلة:
"بقى كدة من وقت ما أتجوزتي و ما بقتيش تيجي حتى تطمني عليا، و لا الواد حمودة منعك تشتغلي فى البيوت تانى؟"
أومأت إليها الأخرى فأجابت:
"ربنا يبارك له المعلم يعقوب من بعد ما أتجوزنا و زود لحمودة المرتب، فقولت على إيه المرمطة مادام مرتبه مكفينا و زيادة الحمدلله"
"ألا قولي لى يا بت يا سعيدة، مفيش أخبار جديدة، و لا حمودة ما بقاش يحكي لك حاجة زى زمان!"
شعرت الأخرى بالتوتر بعد أن ادركت سبب دعوة راوية إليها، فسألتها بتردد:
أمسكت راوية بمحفظة نقودها و أخرجت ورقة من المال بفئة مائة چنية و أجابت:
"لو قولتِ لي هيبقي فيه ميــ،ت چنية تانية زيها"
ابتلعت لعابها و تنظر إلى الورقة المالية بإستسلام فقالت:
"هقولك بس بالله عليكِ كأن ما قولتلكيش حاجة