شغـ،ـفها عشقاً الفصل الثالث
أطلقت الأخرى زفرة كدلالة على أن صبرها قد أوشك على النفاذ فقالت:
"أنجزي يا سعيدة، ما أنتِ عارفاني و مش أول مرة تحكي لي"
هزت رأسها بنعم قائلة:
"حمودة عرف من واحد صاحبه إن المعلم يعقوب خده معاه عشان يشهد على العقد مع عم عرفة"
ضيقت راوية ما بين حاجبيها:
"عقد إيه ده، اخلصي قولي بسرعة"
كانت تنظر إلى الأسفل ټارة و إلى راوية ټارة أخرى و تخبرها بتوجس:
"عقد جواز المعلم يعقوب على البنت اللى كانت بتشتغل عنده"
※※※
فى المساء عاد من المتجر إلى منزله ليطمئن على صغيره و على زوجته الأولى التى وجدها تجلس فى منتصف الأريكة، ترتدي جلباباً أسود اللون و كذلك الوشاح أيضاً أسود، علم على الفور بأن هناك كارثة فى انتظاره فسألها:
حدقت نحوه بنظرة أخبرته ما تشعر به جيداً فأجابت:
"لابسة أسود على بختي و حظي"
ضيق ما بين حاجبيه بإمتعاض يسألها:
"لا حول و لا قوة إلا بالله، ليه بتقولي كدة؟"
نهضت و تقدمت منه فتوقفت تلقي عليه سؤالها الذى فاجئه بقوة:
هز رأسه بتفهم فعقب قائلاً:
"واضح جواسيسك اللى زقاهم عليا قاموا بالواجب، أيوة يا راوية أنا أتجوزت"
و فى هدوء الذى يسبق العاصفة تخبره قبل أن تطلق العنان لثورة غضبها:
"البت اللى أتجوزتها دى تطلقها حالاً، يا أنا يا هى"
ظل ينظر فى عينيها بصمت حتى أخبرها:
قالها و أتجه إلى غرفته فصاحت فى وجهه:
"بس أنا مش موافقة"
استدار إليها و قال: