شغفـ،ـها عشقاً الفصل الرابع
"حتة منك و منى أكيد هحبها، لكن القلب كله ملكك أنتِ، أنتِ بنتي و بنت قلبي"
أخبرها بتلك الكلمات التى حُفرت على جدران مملكة العاشقين، أجابت عليه من أعماق فؤادها المتيم به:
"أنا بحبك أوى يا يعقوب"
احتضنها بقوة قائلاً:
"أنا تخطيت معاكِ مرحلة العشق يا روح و حياة يعقوب، ربنا يبارك لي فيكِ و ما يحرمنيش منك أبداً"
و فى داخل السيارة يستمع إلى كلمات تتغني بها كوكب الشرق، تلك الشارة التي تذكره بأول يوم عمل لها لديه:
" رجعوني عنيك لأيامي اللي راحوا
علموني أندم على الماضي و جراحه
اللى شفته قبل ما تشوفك عنيه
عمر ضايع يحسبوه إزاي عليّ
انت عمري اللي ابتدي بنورك صباحه...
يردد هذا المقطع و أنامل يده تتخلل أنامل خاصتها، و كل فينة و الأخرى يطبع قبلھ على ظهر يدها
لم تمر سوى دقائق، فالسعادة تُدَون بضع كلمات داخل معجم ملئ بالحزن، بينما كان شارداً فى عينيها، انتبهت هى إلى الشاحنة الكبيرة القادمة نحوهما، صاحت بفـژع:
"حاسب يا يعقوب"
انتفض بذعر و حاول أن يتفادى الإصتدام، يصيح بها بأمر:
"ألبسي حزام الأمان بسرعة"
كانت السيارة تتأرجح يميناً و يساراً، حاول التحكم فى المكابح لكن لا تعمل، سألته بخۏف ذريع:
"فيه إيه يا يعقوب؟"
"الفرامل مش شغالة"
حوار قصير خلال ثوانى معدودة انتهت بانحراف السيارة عن الطريق وانقلبت من الحافة، أخذت تتدحرج عدة مرات متتالية حتى استقرت على جانبها، كانت آخر ما رأت عيناه هى و تخبره بأنفاس مټقطعة:
"خد.. بالك.. من يوسف.. يا.. يعقوب"
فقدت الوعي فى الحال، و كان هو ليس أقل حال منها، لم يستوعب عقله ما حدث ففقد الوعي أيضاً.
و فى وسط همهمات يكاد أن يسمعها، و اشعة الشمس تخترق ما بين أهدابه ، كان ثقل جفونه يجبره على الإستسلام إلى النوم،