عزلاء بقلم مريم غريب
رشاد الحداد عضو مجلس شعب و عليه حماية مش من السهل يتوجهله إتهامات.
عثمان و هو يصيح پغضب شديد
يعني إيه بقولك هو السبب في الحاډثة هو إللي بعت كلابه يفكولي فرامل عربيتي و لو كنت ركبتها قبل صالح كان زماني مكانه دلوقتي !
حضرتك عندك دليل علي كلامك ده
عثمان بإنفعال
واحد عضو مجلس شعب زي ما بتقول بيني و بينه عداوة عشان فضحته هو و بنته و طلقتها ليلة الډخلة في أدلة أكتر من كده في أسباب أقوي من دي تخليه عايز ېقتلني
خلاص يا عثمان إهدا هنشوف حل .. ثم توجه إلي الشرطي بصوته الخشن
طب إحنا دلوقتي مابنتهمش حد غيره يا حضرة الظابط إيه العمل بقي هتقفلوا القضية عشان عنده حصانة و عليه حماية
هز الشرطي كتفيه قائلا في حيرة
في الحالة دي الموضوع أكبر مني أنا .. الباشا رئيس النيابة ممكن يتدخل و يطلع أمر رسمي بإحضاره للإستجواب لكن أنا أو بقية زمايلي محدش فينا يقدر يهوب ناحيته.
طيب .. شكرا يا حضرة الظابط أقفل المحضر بتاعك بقي علي كده و أنا بنفسي هطلع بكره علي النيابة.
و بعد ذهاب الشرطي وقف يحيى أمام عثمان الثائر الملامح و قال له
عمك عرف !
عثمان هو يسأله بإهتمام
و قالك إيه
حجز علي أول طيارة طبعا و زمانه جاي هو و هالة .. كان بيكلمني و هو حالته صعبة أوي و قالي ننقل صالح لمستشفي خصوصي.
مش لما يفوق الأول ! هننقله دلوقتي إزاي هو أي كلام و خلاص !
يابني مش أي كلام و لا حاجة هو أب و خاېف علي إبنه.
رمقه عثمان بنظرة عابثة ثم تجاوزه و مضي بطريقه ..
رايح فين .. صاح يحيىمتسائلا ليجيبه بجمود دون أن يلتفت
رايح أشم شوية هوا لو حصل حاجة إبقي كلمني.
أخذ عثمان المصعد و هبط إلي الطابق الأول مر علي قسم الطوارئ و كاد يخرج
يعني إيه ماعندكوش مكان ليها أنا داخلة مستشفي حكومية مش خاصة ! بقولك أختي حرارتها عالية لو فضلت كده ھتموت.
الصوت ده أنا عارفه ! .. قالها عثمان لنفسه ثم إلتفت ليتأكد مش شكوكه ..
حملق فيها بدهشة و في هذه الطفلة الباكية التي إحتضنتها بقوة و راقب كيف هددت عاملة الإستقبال بنفس الحدة التي إستعملتها معه من قبل
أنسة سمر !
و الله كتبتها بمعجزة عشان بس ماتزعلوش
يلا
Have a nice time
5
_ الوجه الأخر للثعبان ! _
إلتفتت سمر وراءها بوجه عاصف لتري الشخص الذي نادي بإسمها
لتتسمر بمكانها فجأة و تتبدل ملامحها الثائرة إلي أخري ذاهلة ..
حضرتك إيه إللي جابك هنا
عثمان و هو يجيبها بإسلوبه اللبق الذي نادرا ما يستخدمه في تعاملاته مع الآخرين
إبن عمي عامل حاډثة و كل العيلة هنا .. إنتي بقي إيه إللي جابك هنا !
إنتبهت سمر إثر سؤاله للسبب الرئيسي الذي جاءت من أجله إلي هنا فشددت ذراعيها الملتفين حول شقيقتها و أجابته
أختي حرارتها عليت فجأة ماعرفش ليه ! فخدتها و جريت بيها علي هنا .. ثم أطرقت رأسها في تخاذل و أكملت
بس بيقولولي مالهاش مكان !
عثمان عاقدا حاجبيه في إستنكار
مين إللي قالولك
الأنسة دي .. و أشارت له برأسها نحو موظفة الإستقبال
ليتجاوزها عثمان و يتوجه إلي الموظفة بصوته الغليظ
لو سمحتي يا أنسة معانا طفلة هنا حرارتها عالية محتاجين دكتور يا ريت تطلبيلنا حد دلوقتي حالا.
الموظفة بهدوء مستفز
أسفة يافندم الأماكن هنا كلها مشغولة و الدكاترة كمان مشغولين.
عثمان و هو يتبجح برعونة مستهجنة
يعني إيه حضرتك بقولك البنت حرارتها عالية و إنتي ملزومة تدخلينا و تستدعيلنا دكتور يشوفها كمان.
الموظفة ببرود
و الله أنا ليا في إللي في شايفاه قدامي مافيش أماكن فاضية و مافيش دكاترة متوفرين حاليا أديك حضرتك شايف قسم الطوارئ و المستشفي كلها زاحمة إزاي !
إرتعشت شفتيه المزمومتين من الڠضب ليستدير في اللحظة التالية نحو سمر قائلا بإقتضاب آمر
إتفضلي معايا يا أنسة سمر هنروح مستشفي تانية .. ثم عاد ينظر إلي الموظفة ثانية و قال بحدة شديدة
إحنا ماشيين يا أنسة بس أوعدك الموقف ده مش هيعدي علي خير أبدا و بالذات عليكي إنتي.
و غادر عثمان المشفي كلها بخطواته المتغطرسة مصطحبا في إثره سمر و أختها الصغيرة ..
بينما أتت موظفة الإستقبال الثانية و سألت زميلتها
في إيه يا بنتي كنتي بتتخانقي مع مين
الموظفة الأولي بعدم إهتمام
ماكنتش بتخانق و لا حاجة .. أهو ناس زي إللي بنشوفهم كل يوم سايبين العيادات و مستخسرين ڤزيتة الدكتور و جايينلنا إحنا هنا يقرفونا عشان مستشفي زفت حكومية.
الموظقة الثانية و هي تشهق پصدمة
ناس زي إللي بنشوفهم كل يوم إيه يا مچنونة إللي إنتي وقفتي تقاوحي فيه ده عثمان البحيري إبن يحيى بيه البحيري الشاب إللي عمل الحاډثة و جالنا إمبارح يبقي واحد من عيلتهم.
الموظفة الأولي بإستخفاف
مين الناس دول يعني صحاب المستشفي مثلا !
الموظفة الثانية بإستنكار
ماتعرفيش عيلة البحيري و بتتريقي كمان دول يشتروكي و يشتروا المستشفي باللي فيها محدش في إسكندرية مايعرفهمش و إللي برا إسكندرية كمان ناس كبار و إيديهم طايلة و أقدم عيلة هنا.
هزت الأخيرة كتفاها بلا إكتراث قائلة
كبار و إيديهم طايلة علي نفسهم .. و علي كل حال الدنيا مش سايبة.
إدعي ربنا بس مايحطكيش في دماغه و ينسي إللي حصل عثمان البحيري ده مش سهل أبدا أكتر واحد شړاني في عيلته و محدش بيهمه لسا مطلق مراته بنت رشاد الحداد نايب الأنفوشي يوم فرحهم و ماهمتوش الفضايح.
شړاني علي نفسه بردو و يلا بقي علي شغلك و سيبيني أشوف شغلي أنا كمان .. قالت الفتاة في لامبالاة إلا أنها لم تنكر القلق الذي أخذ يتسرب بأعماقها ..
ربنا يستر .. تمتمت لنفسها ثم عادت إلي العمل مجددا ..
في مطار القاهرة ... تصل الرحلة القادمة من مطار باريس و تهبط الطائرة تدريجيا علي الأراضي المصرية الموقرة ..
تنفتح البوابة لينزل منها رفعت البحيري و معه إبنته هالة التي
لم تكف عن البكاء منذ علمت بخبر الحاډث الذي وقع لأخيها
يقطعا تذكرتان إلي الأسكندرية و فورا يكونا علي متن رحلة أخري ليصلا في زمن قياسي جدا ..
بعد نصف ساعة فقط كانا خارج ساحة مطار الأسكندرية ركبا سيارة فخمة شيعت مخصوصا بسائقها لأجل إستقبالهما بأمر من يحيى البحيري
وصل بهما السائق أمام بوابة المشفي في غضون خمسة عشر دقيقة صعدا إلي الطابق الثالث حيث صالح هناك بغرفة العمليات ..
كان يحيى واقفا بمنتصف الردهة جامد الوجه متوتر الجسد عندما هرول نحوه رفعت هاتفا بلهجة مختلجة
إبني ماله يا يحيى صالح جراله إيه
إعتدل يحيى في وقفته و إستعد لمواجهة شقيقه ..
إبني فين يا يحيى .. تساءل رفعت بحدة ليرد الأخير