الأربعاء 18 ديسمبر 2024

عزلاء بقلم مريم غريب

انت في الصفحة 2 من 86 صفحات

موقع أيام نيوز

الأوانطة سامعة 
صړخت من إشتداد قبضته علي شعرها فرجته پبكاء 
خلاص يا عثمان سيبني سيبني هنتفاهم علي اللي أنت عايزه لو عايز تطلقني طلقتي.
قهقه عاليا ثم قال بسخرية 
نعم يا روحي أطلقك ! ما أنا فعلا هطلقك .. بس مش بالسهولة دي ده أنا دافع فيكي كتير أوي يرضيكي أخسر 
ردت و هي تحاول التنصل منه 
أنا مش عايزة منك حاجة هتنازلك عن كل حاجة هبريك يا عثمان بس Please سيبني !
و تآوهت بوهن ليزم شفتيه في آسف مصطنع و يقول 
يا بيبي إنتي كده كده هتبريني ڠصب عنك مش هي دي المشكلة خالص بالنسبة لي.
صړخت بنفاذ صبر 
أومال عايز إيه 
هقولك يا قلبي.
قالها و قام من جانبها في هدوء شديد بينما تنفست الصعداء عندما أطلق سراحها و حرر خصلات شعرها من عقال قبضته الفولاذية ..
دلكت فروة رأسها بأصابعها
ليحضر هو و يجاورها ثانية ثم يقول بإسلوبه البارد المشهور به 
خدي يا بيبي .. إمضي علي الورق ده.
نظرت چيچي إلي مجموعة الأوراق بين يديه و سألته بصوت متحشرج 
ايه الورق ده 
ده يا حبيبتي تنازل عن حصتك في الشركة اللي اسهها لينا ابويا و ابوكي كهدية بمناسبة جوازنا و معاهم كمان ورق تنازل عن كل حقوقك في الجوازة دي رغم إني صرفت علي الفرح الملوكي بتاعنا ده ملايين .. بس مش مشكلة ربنا يعوض عليا خيرها في غيرها.
إيه اللي بتقوله ده .. هتفت بإستنكار و أكملت 
مستحيل أعمل إللي بتقول عليه ده إنت إتجننت أنا هتنازلك عن حقوقي بس لكن حصتي في الشركة No Way طبعا مش هسمحلك تقرب منها.
عثمان بضحك ساخر 
مش بمزاجك يا قطة ڠصب عنك هتتفذي كل إللي أنا عايزه.
ردت بتهكم 
طب لو مانفذتش كل إللي أنت عايزه يعني .. هتعمل إيه 
أجابها ببساطة 
ولا حاجة .. هاخد بس الفيلم الجميل ده و هنشره في كل حتة و بدل ما تفضل موهبتك الفذة دي مدفونة كده هطلعها أنا للناس ينبهروا بيها و أوعدك .. بكره الصبح هتكوني أشهر من سكارليت چوهانسون.
و عاد للضحك
من جديد لترمقه بنظرات محتقنة و تقول 
إنت فاكر إنك بكده بتلوي دراعي بابي مش هيسيبك يا عثمان.
إبتسم و أفحمها بشتيمة قڈرة جحظت لها عيناها من الصدمة ثم عاد لسلوكه الأرعن و قال بحدة و هو يلقي بالأوراق في وجهها 
يلا ياختي إمضي مابحبش أعيد كلامي مرتين.
نظرت إليه پحقد شديد و إنصاعت لأمره مرغمة
أخذت الأوراق من يده و ناولها قلم بدوره ..
و بعد دقيقة واحدة كانت قد إنتهت فإسترد أوراقه منها و بادلها نظرة البغض المنبعثة من عينيها بإبتسامة مستفزة ..
ثم إنتصب بقامته الفارعة أمامها و قال بنعومة 
دلوقتي بس يا بيبي اقدر أقولك إنتي طالق طالق طالق !
منذ فترة طويلة لم تعد سمر بحاجة لساعة التنبيه التي إعتادت أن تقوم بمهمة إيقاظها في كل صباح إذ إن صړاخ ملك شقيقتها الصغيرة ذات العشرة أشهر كان بمثابة تنبيه ذا تآثير أقوي ..
و ها هي تنتفض من غفوتها العميقة عندما بدأت الصغيرة بالبكاء قامت من سريرها و هي تفرك عينيها بقبضتها و هرولت إلي شقيقتها و هي تتخبط في كل قطعة أثاث تقابلها
إنحنت صوب سريرها الصغير لتسكتها بسرعة لئلا يعلو صړاخها أكثر و تزعج الجيران كانت تعاني منذ
شهران و حتي الآن آلام و تقلصات في معدتها لا تستطيع التعبير عنعا إلا بالصړاخ و خاصة في الليل
حملت سمر الطفلة و راحت تهدهدها و تؤرجحها و تغني لها بعذوبة و تدريجيا هدأت ملك و عادت إلي النوم بين ذراعي أختها الكبيرة
وضعتها سمر في فراشها ثانية و بحرص شديد بسطت فوق جسمها الصغير غطائها الناعم
مسحت علي شعرها البندقي الأملس بحنو ثم إستدارت خارجا متجهة إلي دورة المياه ..
أدت روتينها اليومي غسلت وجهها و نظفت أسنانها ثم صنعت فنجانا من الشاي و عادت به إلي غرفتها
جلست علي الكرسي أمام الطاولة و راحت تقوم بحسابات
المصاريف المتوجبة عليها لهذا الإسبوع و خرجت بنتيجة صعبة جدا
إذ أن عليها تخفيف مصاريفها إلي أدني درجة لتتمكن من دفع أجرة الشقة التي تآويها هي و شقيقها الشاب و شقيقتها الصغيرة ..
و لكن ماذا عن الطعام و الشراب ألن يآكلوا لأجل توفير المال 
إن ملك بمفردها يوميا تحتاج إلي ميزانية خاصة النقود كلها تكاد تكفي اللبن المجفف و الحفاضات و الآدوية الخاصة بها .. من أين ستسد باقي الحاجيات 
أحست سمر بقنوط و يأس شديد و فجأة تذكرت والديها .. فقط لو كانا هنا معها الآن لما كانت غارقة حتي أذنيها بمستنقع الهموم هذا
و لكن شاء القدر أن ېموتا معا في حاډث سيارة قبل ثمانية أسابيع و هما في طريقهما لعيادة طبيب الأطفال المشرف علي علاج ملك التي ولدت بداء الصفراء و لحسن حظ الصغيرة كانت هي الناجية الوحيدة من بين جميع ركاب الحافلة إذ لم يصيبها خدش واحد !
لم تسنح ل سمر أو لشقيقها فرصة الحداد و الحزن علي والديهما فقد كانت ملك بحاجة للإهتمام في كل لحظة ..
أفاقت سمر من شرودها علي صوت أنين ملك الذي ينذر بنوبة صړاخ حادة فأسرعت سمر إليها و أخذتها بين ذراعيها مرة أخري و ظلت تمشي و تجوب بها أرجاء الشقة كلها حتي نامت مجددا ..
سمعت طرقا علي باب الشقة فذهبت لتفتح
أمام العتبة وقف صاحب البناية محتقن الوجه ..
فتلعثمت سمر و قالت في حيرة و إرتباك 
عم صابر ! أهلا آاا ..
قاطعها الأخير بغلظة 
لا أهلا و لا سهلا يا ست سمر أنا جاي أقولك بالود و المعروف كده قدامك يومين مافيش غيرهم تلمي عزالك و تاخدي إخواتك و تدورولكوا علي سكن تاني.
سمر بجزع 
ليه بس كده يا عم صابر إحنا مش مقصرين معاك انت بالذات و بندفعلك الإيجار أول بأول !
يا ستي الله الغني عن الكام ملطوش اللي بيطلعولي منكوا و إن كان علي آجرة الشهر ده أنا مسامح فيها الله الغني بس تمشوا من هنا.
تقلص وجه سمر و هي تتسائل بإنكسار 
طب بس نمشي نروح فين ده بيتنا طول عمرنا ماطلعناش منه أبدا و مانعرفش مطرح تاني نروحله.
و الله مش مشكلتي يا أنسة دبروا حالكوا أنا السكان إبتدوا يطفشوا من البيت بسببكوا ديك النهار البشمهندس علاء اللي جمبكوا جه رمالي مفتاح الشقة و مشي الراجل ماكنش عارف ينام من صوت الأمورة اللي علي ايدك دي كل يوم بتصحيه من احلاها نومة.
سمر بقلة حيلة 
طب بس هعملها ايه يا عم صابر ما أنت عارف إنها عيانة من يوم ما إتولدت و مش بإيدي إللي هي فيه.
أجابها صابر بإسلوبه الفظ 
يا ستي ربنا يشفيها و يعافيها بس بعيد عن هنا شوفي أنا عملت بأصلي و جيت نبهتك بالإخلا في ساكن جديد هيجي يشوف الشقة بعد بكره يا ريت تكونوا سيبتوا المطرح قبل ما أجيبه عشان في يوميها لو الراجل جه و إنتوا لسا هنا هلم صبياني و هرميلكوا عفشكوا في الشارع.
إنت إزاي بتكلمها كده يا راجل إنت 
هتف بها فادي لدي وصوله أمام باب الشقة و أردف پغضب 
و

انت في الصفحة 2 من 86 صفحات